بمحض الصدفة، وبينما كانت شُرطة حيفا تحقق مع سائق سيارة أجرة من المدينة بتهم تتعلق بأعمال مشينة بحق قاصرات- اكتشفت جريمة أشد وأخطر، ارتكبها- وفقًا للشبهات- طيار مدني سابق (61 عامًا)، بحق فتاة قاصر طيلة أربع سنوات، في غفلة من الناس جميعًا، حتى بلغت سن الخامسة عشرة! وقبل أيام تم توقيف " الطيار" مع التمديد، لاستكمال التحقيق معه.

فقد عثر المحققون في الحاسبوب الخاص بسائق سيارة الأجرة (66 عامًا) على صور لفتيات عاريات، تتراوح أعمارهن ما بين 12-17 عامًا، كان يتخاطب معهن بواسطة " الآي. سي. كيو" ( ICQ)، ومن بين هؤلاء الفتيات- واحدة تبلغ حاليًا السادسة عشرة من العمر.

وروت هذه الفتاة للمحققين أنها كانت على اتصال بالسائق، بواسطة الانترنت، وأنه عرّف نفسه بكونه شابًا من تل أبيب، وفي السابعة عشرة من العمر، وأرفق صورة " تثبت" إدعاءه، وطلب منها ان تلتقط لنفسها صورًا وهي عارية، لترسلها إليه، فاستجابت لطلبه، وقال أحد المحققين، أنها ذُهلت حين أبلغوها بأن السائق موقوف منذ أسبوعين، وقالت أن آخر محادثة بينهما جرت... قبل يومين فقط، وهُنا أدرك المحققون أن في الأمر لغزًا وغموضًا، فكشفت لهم الفتاة أنها على علاقة طويلة بشخص يسميّ نفسه في الشبكة " أفيرون" ( وتعني بالعبرية- طائرة) ويدعي أن عمره (32) عامًا، وعلى الرغم من التشابه بين هذا الاسم، والاسم الذي انتحله السائق ( آفي رون)- فقد فهم المحققون أن الاسمين يخصان رجليْن مختلفيْن، وزادت الفتاة على روايتها بالقول أن العلاقة بينها وبين " أفيرون" قد بدأت منذ كان عمرها (11) عامًا ونصف، وأن هذه العلاقة اتخذت طابعًا جنسيًا وحميمًا بعد سنة من بدايتها، وانتهت قبل سنة، حين بلغت سن (15) عامًا، لكن المحادثات بينهما مستمرة، دون أن يعلم والدها بشيء، على الإطلاق، طيلة الوقت.

ولم تُبد الفتاة أي ندم على العلاقة بينهما وبين الطيار الذي يكبرها بعشرات السنين، ولا على علاقتها بسائق سيارة الأجرة، بل أنها قالت أنها " وقعت في حُب الطيار لمجرّد كونه طيارًا"!

متزوج وميسور الحال

وتبيّن للشُرطة لدى اعتقال هذا الرجل أنه صاحب منصب رفيع في مجال الطيران المدني، وأنه متزوج وميسور الحال. وقد صادرت من منزله الحواسيب ومستندات لضرورات التحقيق، وخلال التحقيق نفى بشكل قاطع أي علاقة أو معرفة بينه وبين الفتاة القاصر، وأفادت الشُرطة بأن المشتبه به أطلق على نفسه بالآي. سي.كيو عدة تسميات، فنشرتها في وسائل الإعلام وطلبت من كل فتاة كانت على اتصال به أن توافيها بالإفادات والعلومات.

كما تبيّن للمحققين، أن هذا الرجل كان قد قدم شكوى عام (2007)، عن أنه حين كان جالسًا في سيارته بصحبة فتاة (14 عامًا) قامت شقيقتها برشه بالغاز المدمع وألحقت أضرارًا بالسيارة، وأغلقت الشُرطة هذا الملف في حينه، لكنها فتحته الآن من جديد لمعرفة ما إذا كانت " المعتدية" واحدة من ضحاياه!
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]