كتبت المحللة الاقتصادية ميراف ارلوزوروف في صحيفة "ذا ماركر" انه "خلافاً للمخاوف المبكرة والشكوك الكبيرة" – على حدّ وصفها – فان الخطة الخمسية الحكومية لتطوير المجتمع العربي تسير على ما يرام ، واستندت الخبيرة الاقتصادية في تحليلها الى التقرير "الاستثنائي وغير المعهود" – كما وصفته – الصادر عن شعبة الميزانيات في وزارة المالية وسلطة التطوير الاقتصادي للمجتمع العربي التابعة لوزارة المساواة الاجتماعية وديوان رئيس الحكومة ، وهي السلطة التي يترأسها أيمن سيف .

ووصفت المحللة التقرير بأنه تأكيد للشفافية التي تتبعها شعبة الميزانيات ، التي يترأسها أمير ليفي ، والغرض من ذلك (الشفافية) تبديد القلق والمخاوف من نوايا الحكومة تجاه الخطة الخمسية .

وذكرت ان التقرير قد سُلم الى النائب أيمن عودة ، رئيس القائمة المشتركة ، ليتأكد من ان معظم بنود الخطة يجري تطبيقها .

خطة غير مسبوقة .... لسببين !

وكتبت المحللة ارلوزورزف ان حجم الخطة يعادل (9.5) مليار شيكل (حوالي 2.5 مليار دولار) ، من ضمنها مليارا شيكل يفترض ان تكون واردة للصرف حتى نهاية هذا العام (2016) ، مع الاشارة الى انه "على ما يبدو" فان معظم هذا المبلغ (المليار شيكل) جاري صرفه .

وأشارت المحللة ان مبلغ ال (15) مليار شيكل الذي تتداوله وسائل الاعلام على انه حجم الخطة – يشمل الميزانية التفاضلية (او المتفاوتة) المخصصة من الحكومة ووزارة المعارف للمدارس العربية ، وهي ميزانية مقررة قبل عام من اقرار الخطة ، ولا علاقة لها بمبلغ الخطة !

ووصفت المحللة ارلوزوروف الخطة الخمسية بأنها غير مسبوقة لسببين ، أو لاعتبارين : أولهما أنها أول اكبر ميزانية ضخمة تخصص للمجتمع العربي ، وثانيهما انها تعكس تغييراً في انظمة ومعايير تخصيص الميزانيات للمجتمع العربي في اطار الميزانيات المحددة للوزارات ، ما يعني ان هذه المعايير ستصبح ثابتة مستقبلاً .

(50) مليون شيكل للمجالس المحلية المتفوقة والمتميزة

وأشارت المحللة في استعراضها الى ان تقديرات المسؤولين العرب توقعت ان يستغرق البدء بتطبيق الخطة وقتاً طويلاً ، بسبب التغيير الحاصل في الأنظمة والمعايير ، ولذا ثارت شكوك كبيرة بشأن مصيرها "ولهذا السبب أصرّ النائب أيمن عودة ، منذ البداية ، على تلقي التقارير بخصوص مراحل تقدّم تطبيق الخطة ، ويظهر من هذه التقارير ان التطبيق يجري بشكل اسرع من المتوقع" – على حد تقييم المحللة الخبيرة .

وأوردت "ذا ماركر" معطيات حول الخطة وسير تطبيقها ، فأشارت الى ان وزارة الداخلية قد انتهت من تخصيص (200) مليون شيكل كهبة خاصة لمرة واحدة للسلطات المحلية العربية للعام الجاري (2016) و (200) مليون شيكل أخرى لهبات التطوير المحددة ، وقد تم اقرارها بالتوافق مع رؤساء السلطات العربية ، فيما سيصدر قريباً بيان يتضمن تفضيلات توزيع وتقسيم اموال الميزانيات . كما اقرّ صرف (50) مليون شيكل كهبات تطوير خاصة للسلطات المحلية العربية المتفوقة والمتميزة .

مواصلات ... ووفقاً لاستعراض "ذا ماركر" ، فقد سجّل تقدم كبير في عمل واداء وزارة المواصلات التي تغيرت انظمة ومعايير تخصيصها للميزانيات للبلدات العربية ، بحيث يتم تحويل 40% من الدعومات ("سوبسيديا") للمواصلات العامة في المجتمع العربي للسلطات المحلية ، وقد تم في هذا الاطار تحويل (100) مليون شيكل هذا العام . وبالاضافة لذلك ، فان 45% من الاستثمارات والصرف على البنى التحتية للشوارع تخصص للسلطات المحلية العربية . وقد تم هذا العام صرف وتحويل (220) مليون شيكل ، بينما تم صرف مئة مليون شيكل اضافية على الشوارع الواصلة بين البلدات .

مناطق صناعية

أما وزارة الاقتصاد والصناعة ، فقد بدأت فعلاً – حسب التقرير- هذا العام بصرف (90) مليون شيكل لتطوير مناطق صناعية في البلدات العربية ، تضاف الى (50) مليوناً سبق أن خصصت لبناء مراكز توجيه وتأهيل مهني لمقتضيات العمل والتشغيل ، مع الاشارة الى ان الوزارة قد غيرت انظمة ومعايير الصرف والتخصيص ، بحيث يُخصص 25% من هذا البند لبناء النويدايات العائلية والحضانات اليومية .

وفيما يتعلق بوزارة المعارف فقد انتهت من تخصيص (40) مليون شيكل لتحسين مستوى ونوعية التعليم بالمدارس العربية ، كما غيرت انظمة ومعايير الصرف على التعليم اللامنهجي بحيث يحصل المجتمع العربي على 20% من الميزانية المخصصة لهذا الغرض (أي طبقاً لنسْبة المواطنين العرب من السكان)

واستناداً الى التقرير ، فقد تم صرف المبلغ المطلوب لشؤون الطلاب الجامعيين العرب ، وهو مكون من (54) مليون شيكل لتوسيع نطاق امكانيات الحصول على اللقب الاكاديمي الأول ، و (20) مليون شيكل للمنح الدراسية – وقد تم استغلال هذه المبالغ بالكامل .

المجاري والمياه والروابط

كذلك الأمر – حسب التقرير – بالنسبة للمبالغ التي تم استثمارها واستغلالها في المشاريع الخاصة بالمياه والمجاري ، على وجه شبه كامل : فقد حولت وزارة البنى الوطنية (150) مليون شيكل لتطوير البنى والانشاءات والمنشآت الخاصة بالمياه والمجاري في البلدات العربية ، مع الاشارة الى ان حصة السلطات المحلية في تمويل هذه المشاريع توازي النصف (50%) . كما حددت انظمة ومعايير لانضمام السلطات المحلية العربية لروابط واتحادات المياه المناطقية ، على ان يكون انضمامها مشروطاً بطلب منها (من السلطات) .

كما اشار التقرير الى تقدم حثيث بما يتعلق بتطبيق القانون والنظام من جهة الشرطة ، وقد خصص لهذا الغرض مبلغ مئة مليون شيكل . كما خصصت وزارة الثقافة مبلغاً استثنائياً بقيمة (37) مليون شيكل لترميم الملاعب والمنشآت الرياضية في البلدات العربية .

وزارة البناء مطلوب منها المزيد

وكتبت ارلوزوروف في تقريرها ان الجلسة التي جرى فيها ابلاغ النائب أيمن عودة ورؤساء السلطات المحلية العربية بالمعطيات المتعلقة بتطبيق الخطة – شهدت نقاشات وجدلاً وخلافات مع بعض الوزارات ، ابرزها وزارة البناء والاسكان ، التي لم تنفذ وعودها بشأن تخصيص (200) مليون شيكل للمباني العامة ، وذلك بسبب خلافات بين وزارتي المالية والبناء ، من جهة ، ورؤساء السلطات العربية ، من جهة اخرى ، حول كيفية وأهداف صرف الميزانية : ذلك ان الرؤساء يطالبون ببناء المؤؤسات والمباني العامة داخل (في اوساط) البلدات ، بينما تصرّ وزارة المالية على ان يتم البناء في اطراف البلدات ضمن الخرائط الهيكلية الموسعة ، وليس داخل القرى والمدن المكتظة التي تعاني ضائقة حادة في الأراضي والمساحات . ويدّعي رؤساء السلطات ان اصرار الوزارة على موقفها يبقى بلداتهم تعاني من نقص وتميز في المباني العامة في مراكز القرى والمدن .

ويتمحور خلاف آخر حول تخصيص مبلغ (90) مليون شيكل لبناء اماكن ومراكز عمل وتشغيل ، حيث ان الحكومة قررت تخصيص 42% من الميزانيات المعدّة لبناء مناطق التطوير – للبلدات العربية ، لكن سبل تنفيذ هذا القرار ما زالت غامضة . كما ان السلطات العربية تضررت بشكل مباشر من تقليص الميزانيات المخصصة للحضانات والنويديات .
والخلاف الاكبر يتعلق باللجان المحلية للتخطيط والبناء ، حيث تلقي وزارة الاسكان بالسمؤولية على السلطات المحلية العربية حول جاهزيتها في هذا المجال : فمن أصل (22) لجنة محلية للتخطيط تقرر اقامتها ودعمها بأقسام للهندسة – فقد تأكد إقامة لجنتين فقط هذا العام !

أيمن سيف : إن عاجلاً أم آجلاً

وفي حديث مع "ذا ماركر" أبدى ايمن سيف ، رئيس سلطة التطوير الاقتصادي للمجتمع العربي ، كثيراً من الرضى والارتياح لسير تطبيق الخطة الخمسية ، ووصفه بأنه "يجري على ما يرام ، ووفقاً للتخطيط " ، وبحسب تقييماته ، فان صرف ملياري شيكل هذا العام لتطوير المجتمع العربي ، جار على قدم وساق " وما لا يخصص أو يُستغل هذا العام ، فستُخصص ويستغل العام المقبل ، وفقاً للجداول والقرارات – كما قال .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]