يبدأ حوالي 3000 من عمال المختبرات الطبية ومختبرات صحة الجمهور في كافة ارجاء البلاد بعد غد الخميس بإضراب عن العمل، حيث سيعملون بحسب أوقات أيام السبت فقط. وستتوقف عن العمل كافة المختبرات الطبية في المستشفيات الحكومية، المختبرات اللوائية التابعة لوزارة الصحة ومختبرات صحة الجمهور في كافة ارجاء البلاد. هذا ولن تجرى اي فحوصات مخبرية في العيادات الجماهيرية التابعة لخدمات الصحة كلاليت. وفي اعقاب هذا الاضراب من المتوقع أن تشهد غرف العمليات تشويشات عن العمل، في معاهد الفحوصات كافة وتشويشات سيتأثر بها المرضى في مستشفيات البلاد.

هذا وابلغت استير أدمون رئيسة نقابة العاملين في مجال الميكروبيولوجيا والبيوكيمياء وعمال المختبرات، أبلغت مدراء المختبرات عن الاضراب الذي سيبدأ بعد غد الخميس.

هذا ويعتبر الاضراب هو الاول منذ عشرات السنين حيث سيشمل ايضا كافة خدمات الرقابة على مياه الشرب، الاطعمة والامراض المعدية. مما يعني التوقف عن إجراء الفحوصات المتعلقة بمياه الشرب في شواطئ البلاد، مياه برك السباحة وايضا ايقاف الفحوصات المتعلقة بالكشف عن انتشار الامراض، صلاحية الاطعمة اضافة لتشويشات في خدمات كثيرة اخرى.

وتعود اسباب الاضراب الى الضغط الشديد الذي يشهده العاملين في المختبرات وفي المجالات المذكورة بسبب الصعوبة في تجنيد العاملين واستيعابهم في أماكن العمل بشروط العمل والرواتب الحالية، وفي طرق تشغيل العمال من خلال آليات تشغيل ملتوية تتجاهل اتفاقيات العمل الجماعية. كما تعود اسباب الاضراب الى التغييرات البنيوية التي يتم اتخاذها بشكل احادي والتي تلقي بمسؤوليات جديدة على العمال.

مراقب الدولة 

وكان مراقب الدولة قد تطرق في تقريره الى امكانية انهيار المختبرات الطبية، الامر الذي اقرته ايضا جهات مهنية في جهاز الصحة حيث تبرز قضية انهيار المختبرات الطبية خاصة في ظل اهداف جهاز الصحة المتعلق بمحاربة التلوثات وتحسين الخدمات للمتعالجين. اذ ان عمال المختبرات هم رأس الحربة في هذا المجال.

وكانت نقابة عمال الميكروبيولوجيا والبيوكيمياء وعمال المختبرات، قد حذرت منذ سنتين ازاء هذه الازمة والاسقاطات المترتبة عن تجاهلها، حيث انها كانت قد اعلنت قبل عام عن نزاع عمل لكنها ومن منطلق المسؤولية تجاه جمهور المتعالجين وجهاز الصحة عامة، امتنعت عن اتخاذ اي خطوات نقابية. في ظل هذا التجاهل طويل الامد والمماطلة المستمرة من قبل وزارتي المالية والصحة في المفاوضات، والتغييرات احادية الجانب التي يفرضها جهاز الصحة على العاملين في المختبرات، فإن العاملون يشرعون في نضال لتثبيت مستقبلهم المهني وضمان جودة خدمات مهنية للمتعالجين.

من منطلق المسؤولية تجاه جمهور المتعالجين في الجهاز الصحي، فإنه وفي اطار الاضراب المتوقع لن يتم المس بعمل المختبرات التابعة لغرف الطوارئ، المختبرات التابعة لقسم العلاج المكثف، مختبرات الخدج، مختبرات امراض السرطان والمختبرات التابعة لأقسام الاخصاب. اضافة الى ذلك فإن نقابة عمال الميكروبيولوجيا والبيوكيمياء وعمال المختبرات ستعمل على اقامة لجنة للبت في الطلبات العينية التي ستبحث في عدد من الاستثناءات, وستصادق على اعادة العمل بعد فحص كافة الجوانب المهنية.

وقالت رئيس نقابة عمال الميكروبيولوجيا والبيوكيمياء وعمال المختبرات استير ادمون: "بلغ السيل الزبى، فمن جهة تحاول الدولة محاربة التلوثات، لكنها من جهة ثانية تتصرف بصورة عكسية وتقوم بوضع الصعوبات لعمال المختبرات المهنيين والمخلصين في اتمام عملهم. اناشد موظفي وزارتي المالية والصحة ان يعودوا الى رشدهم ويتوصلوا لحل لهذه الازمة قبل فوات الآوان. ان صحة الجمهور موجودة على المحك، فمن غير المعقول ان تنهار المختبرات الطبية ومختبرات صحة الجمهور دون ان تحرك اي جهة حكومية ساكنا، ودون ان يكون لديها اي استعداد لتغيير الوضع".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]