تعجز زوجة الشهيد رأفت عيّاد عن وصف اللحظات الأخيرة الدامية عقب استهدافهم من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية واستشهاد زوجها وولديها.

"مشهد لم أستطع حتى اللحظة استيعابه؛ هو كالحلم، لا أعلم كيف خسرت زوجي وأبنائي أمامي". كلمات تقولها أم إيهاب عياد وهي تستقبل المعزّين في بيتها بحي الزيتون شرق غزة.

واستشهد أمس الأربعاء الزوج رأفت، ونجلاه إسلام وأمير، نتيجة استهداف قوات الاحتلال ورشة نجارة قرب منزلهم.

وتقول الزوجة المكلومة إنها سمعت صوت انفجار؛ فخرجت مباشرةً من منزلها لتجد زوجها وأبناءها أشلاء ممزقة.

وتضيف: "مع لحظات القصف الأولى في حيّنا، شعرت أن الاستهداف لعائلتي؛ وبالفعل خرجت إلى الشارع ووجدتهم أشلاء، وجدت طفلي أمير ما زال يتنفس فصرخت عاليًا للمسارعة بإنقاذه؛ استشهدوا كلهم..".

وتقول عائلة عيّاد إن الزوج الشهيد رأفت (54 عامًا) خرج برفقه ولديه إسلام (25 عامًا) وأمير (9 أعوام) للاطمئنان على شقيقهم إيهاب (27 عامًا)، حيث أصيب في صباح ذات اليوم باستهداف أرض زراعية شرق الحي.

وحين همّ الشهيد رأفت عيّاد لزيارة نجله إيهاب برفقة نجله إسلام وطفله الصغير أمير؛ استقل دراجته النارية، وما إن خرجوا من المنزل لنحو 10 أمتار حتى عاجلهم صاروخ من طائرة للاحتلال- تقول الأم.

وتُشير إلى أن نجلها إسلام في السنة الأخيرة بكلية الهندسة، وداعية يحفظ القرآن وإمام مسجد.

"بأي ذنب"؟

ويستنكر المواطن أيمن عياد شقيق الشهيد رأفت في حديثه لمراسل "صفا" الاستهداف الإسرائيلي لعائلته، واصفًا ذلك بالجريمة المروّعة، وجريمة حرب.

وتساءل: كيف يقدم الاحتلال على قتل 3 مدنيين بينهم طفل لم يشكّلوا أي خطر على جيشهم؟ "هم لا شأن لهم بأعمال المقاومة؛ مدنيون آمنون، وذنبهم أنهم خرجوا للاطمئنان على ابنهم الذي أصيب أثناء عمله بحقله الزراعي.

من جهته، يصف جمال المصري والد الزوجة وجد الشاب إسلام والطفل أمير "بالصاعقة الكبيرة التي حلّت عليه، أعجزته عن تصورها".

ويقول لمراسل صفا "استشهاد حفيداي شكّل صدمة كبيرة لي وللشعب الفلسطيني، كيف يمكن أن يقتل مواطنون آمنون، وطفل؟

وتساءل "كيف يقتل طفل وهو بحضن والده بهذه الطريقة المروّعة؟ قتلهم جريمة لا يمكن أن يتصوّرها العقل.

وقال: "لسنا دُعاة حروب نحن أصحاب حق.. نريد العيش بكرامة".

وارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع خلال اليومين الماضيين إلى 34 مواطنًا وإصابة نحو 111 آخرين، وفق إعلان وزارة الصحة.

وأوضحت الوزارة في إحصائية نشرتها أن من بين الشهداء ثمانية أطفال وثلاث سيدات، ومن بين المصابين 46 طفلًا و20 سيدة.

وبدأ تصعيد الاحتلال باغتيال القيادي البارز في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا بمنزله شرقي مدينة غزة.

وردت المقاومة بإطلاق عشرات القذائف الصاروخية باتجاه أهداف إسرائيلية بين "غلاف غزة" و"تل أبيب" وسط الكيان الإسرائيلي، ما أدى لإصابة إسرائيليين، وإحداث دمار في ممتلكاتهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]