سابقًا لم يكن هذا المشهد مألوفا وهو أن تزاول امرأة محجبة، مهنة المحاماة، ولكن، اليوم نرى ان الحجاب لا يقف عائق أمام المرأة وتقدمها اذ ان هناك إقبال شديد على دراسة الحقوق ومزاولة مهنة المحاماة من قبل المحجبات.

ايناس حجازي، محامية من طمرة ، تبلغ من العمر 35 عامًا وهي محجبة ومختصة في عدة مجالات قانونية .

مراسل "بكرا" حاور حجازي بمناسبة يوم المرأة العالمي حول مهنتها والتحديات التي تواجهها وهذا ما قالته: مزاولة مهنة المحاماة كانت دائما حلمي منذ إن كنت طفلة. حاولت دائما مساعدة الأصدقاء والأقارب. الحجاب لبسته منذ ان أصبحت شابة، بالضبط، منذ ثلاثة عشر سنة، عندما كنت في مرحلة تعليمي الاول للقب الرياضيات وعلم الحاسوب. وقتها شعرت بالحاجة لإنتمائي لديني بطريقة أكثر قوة، أن أُعرّف بثقافتي وأصولي، لكن لاتزال هناك أيضا الكثير من الأحكام المسبقة، لا سيما في أماكن العمل". لقد عملت سابقاً في مكتب محاماة لفترة تقارب ٦ سنوات في الوسط لليهودي ما قبل التدريب، فترة التعليم للقب المحاماة وفترة التدريب. كل هذه الفترة حتى يومنا هذا لم اصادف اي ردة فعل سيئة او غير لطيفة بسبب ارتداء الحجاب .

فرض

وحول عملها، قالت: واود ان اتحدث انه بموجب عملي كمحامية لم اصادف او اتعرقل بأي عقبة مهنية سببها الحجاب ، بل اود الاعتراف بالحق، فالحجاب فرض على المرأة، وإن كانت المعركة المستقبلية ستكون ضد الحجاب لأنه يمثل الهوية الإسلامية ورمز السمو والعزة للدين، فهو تاج تضعه المرأة على رأسها وتسير به معلنة أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، على الرغم من الشبهات الكثيرة التي تحوم حول الحجاب ومنها الحجاب ضد الأناقة، والحجاب ضد الحركة، والحجاب ضد الرزق لأن كثيراً من الوظائف ترفض المحجبات، والحجاب ضد الترفيه والسباحة، كل هذه الشبهات تثار ضد الحجاب ولكنها غير صحيحة.

وتابعت: فنقول إن الرزق ليس من الوظيفة، وإنما الوظيفة هي وسيلة، والرزق من عند الله تعالى، قال تعالى: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}، فكم من فتاة رغبت في الحجاب وبحثت عن مصدر رزق آخر فوفقها الله لذلك.

تحديات

وحول التحديات، قالت: اليوم انا محامية مستقلة ويوجد لدي مكتب محاماة خاص في حيفا يعمل في عدة مجالات قانونية وقضائية مدنية وشرعية وغيره، بالاضافة الى انضمامي كعضو لجنة في نقابة المحامين لواء حيفا ( عضوة في لجنة المحاكم الشرعية وعضوة في لجنة المحامين الشباب) إن عملي كمحامية يجعلني فخورة بكل انثى وكل شابة عربية محجبة او غير محجبة بمجتمعي سواء تعمل كمحامية او اي مهنة اخرى . حسب رأيي ان المرأة اليوم تواجه عدة تحديات في شق طريقها وتحقيق طموحها. فالمرأة تمتاز بميزة تساعدها على التأقلم وتحقيق دورها في المنزل والأسرة والدراسة والعمل وان تكون مؤثرة في المجتمع، ولن اكتفي لهذا الحد، لا بل ارغب في مواصلة العمل في مجالي والتقدم اكثر واكثر. لانني اؤمن ، ان المعركة المهمة هي معركة من أجل التكامل والحياة .

وأوضحت: المرأة إنسان وليست "قيمة" أو "صفة" بحد ذاتها وطبعاً ليست ملاكاً أو شيطانًا .. لا يتحتم على المرأة إثبات "روحها الملائكية" كي تحظى بمكانتها كإنسانة، ومن حقها أن تكون "عادية" جداً . المرأة، تماماً كالرجل، إنسان قد تتحلى وتؤمن بقيم إنسانية، وقد تكون جميلة الجوهر أو المظهر او كليهما وقد تكون قبيحة أحدهما أو كليهما، ومن حق المرأه المناضله أن تُنَصف بتبجيل سُمُوِّها أو نضالها ، تمامًا كالمناضلين من الرجال . ومن حق المرأه أن يتم تجريد حقيقة كونها مرأة حين ينظر الناقد إلى قيمها، إيجابًا أو سلبًا .

واختتمت حديثها: وأخيرًا بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف اليوم 8أذار، أتقدم باحر التهاني لكل النساء . واتمنى اتمنى من الرجال التقدير والمساواة في البيت والعمل .
كل عام وكلنا مُنصٓفون مُنصِفون، بخيرٍ كنا أم لم نكن، لأن الإنصافٓ خٓيار والخير قٓدر .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]