أكد الأب مكاريوس جريس، ان على الإنسانية جمعاء في هذه الفترة، أن تكون حذرة اكثر من ايّ وقت مضى.

وشدد جريس على " إلغاء الاحتفالات والطقوس بعيد الفصح المجيد جاء بفعل الالتزام بتعليمات وزارة الصحة حفاظًا على سلامة وصحة الجميع".

وقال لـبكرا: علينا أن نفهم جيّدًا ما هو المعنى الرّوحيّ والحقيقيّ الذي يحمله إلينا عيد الفصح المجيد.إن عيد الفصح المجيد هو عيد قيامة يسوع المسيح ابن الله الوحيد الذي صُلب ومات وقام في اليوم الثالث ليُعطي البشريّة الحياة الأبدية.

الفرح

وأضاف: لقد علّمنا الرب يسوع المسيح خلال حياته الأرضيّة أنّ الظروف الخارجيّة لا يُمكنها أن تسلب منّا الفرح الحقيقيّ الذي هو المسيح يسوع نفسه، إنّه لهذا أتى إلينا مُتخذًا صورة البشر لكي يُعطينا الحياة والسّلام الذي لا يُنزع منّا ولا بأي شكلٍ من الأشكال لأنّه لا يُمكن لضيقٍ ولا شدّة ولا مرض ولا آضطهاد ولا كورونا أن تفصلنا عن محبّة المسيح.

وتابع: ولكن كما ذكرت أن هذا العيد لم يأتينا ككلّ عام بل عشناه بطريقة مُختلفة عن باقي السنوات. عادةً كُنا نحتفل بصلوات الأربعينيّة المقدّسة تحت سقف كنيسة واحدة وكانت الكنائس مكتظّة بالمؤمنين أمّا الآن وبعد إغلاق الكنائس تماشيًا مع توصيات الجهات المُختصّة وحِرصًا منّا على سلامة الجميع؛ فُتِحت كنائس بيتيّة فيها تجتمع العائلة لتُصلّي مُتّحدة مع باقي أبناء الرعيّة كلّ من منزله فأصبح كلّ مؤمن حجر حيّ لكنيسة المسيح.

وعن رسالته، قال:رسالتي للجميع هي رسالة القيامة فالمسيح قام منذ ألفي عام مرّة واحدة وإلى الأبد ولن يقوم اليوم لأنّه حيّ يجلس عن يمين القدرة ومعطي الحياة ونحن مدعوون جميعًا لأن نعيش حدث الفصح بشكل يوميّ وخصوصًا في هذه الأيّام العظيمة لنكون شهود لقيامة الربّ في حياتتا. أوجه من خلالكم رسالة خاصّة للشباب والشابّات: لا تخافوا من الاقتراب من يسوع وبناء علاقة شخصيّة معه! فهو قادِرٌ أن يُغيّر حياتكم رأسًا على عقب بكلمة "نعم" كالنعم التي تفوّهت بها مريم والدة الإله التي قبلت مشروع الله الخلاصيّ لها وغامرت حتّى النهاية إيمانًا وثقةً منها أن قوّة العليّ تُظلّلها. نعم إنّه (يسوع) واقف على أبواب قلوبِكم يقرعها ويناديكم فافتحوا له واستقبلوه في حياتكم كمخلّص شخصيّ لكلّ منكم. حينئذٍ تختبرون فرح القيامة وتُصبحون رُسلاً للمسيح من خلال حياتكم.

دون احتفالات


وعن فكرة حلول العيد دون احتفالات، قال: بالرغم من اشتياقنا لمسيحنا ومحبّتنا لتراثنا إلّا أنّنا ارتأينا أنّ على كلّ واحد فينا تقع المسؤوليّة في التقيّد بتوصيات وزارة الصحّة ولم ألقى معارضة بل على العكس تمامًا فأبناء رعايانا أظهروا مسؤوليّة وجدّية والتزام تام وهذا نابع من إيمانهم المبني على صخرة الإيمان يسوع المسيح الذي لا يُمكن لقوّة مهمت بلغت قوّتها أن تفصلنا عنه.البيت هو الكنيسة الأولى التي علينا أن نبنيها ونصلّي منها فالمسيحيّون الأوائل عاشوا لأكثر من ثلاثة قرون من دون كنائس بسبب الاضطهادات ومع هذا لم يضعف إيمانهم بل على العكس تمامًا.وعلينا كمؤمنين أن لا نخاف خوف الأمم ولا نضطرب لأنّ الله معنا وهو قادرٌ أن يُخلّصنا.

وأبرق جريس رسالة للمجتمع العربي عامة، جاء فيها: أعايد أبناء مجتمعنا بمناسبة عيد الفصح المجيد طالبًا من الله تبارك وعلا أن يقيمنا مع يسوع من سقطاتنا وهفواتنا وفيروسات كثيرة تفشّت بشكلٍ ملحوظ في مجتمعنا كالقتل والكبرياء والتعصّب الأعمى والأنانية.

وأنهى حديثه: ففي هذه الأيّام علينا أن نكون حذرين أكثر من أيّ وقت مضى لنساهم في القضاء على فيروس الكورونا الذي لا يُفرّق بين إنسان وآخر فالضرر يطال الجميع، والمسؤوليّة تقع علينا جميعنا.آملًا أن نعبُر هذه المرحلة بأسرع وقت ممكن ونرجع إلى حياتنا الطبيعيّة وأن تكونوا أنتم وذويكم بصحّة تامة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]