بالإمكان فتح المدارس والروضات: هذا ما يتضح من تحليل لمعطيات الإصابة بالمرض، الإصابة بعدوى ونقل عدوى فايروس الكورونا لدى الأطفال، وهو تحليل قامت بإجرائه مجموعة عمل من طاقم الجامعة العبرية وهداسا تشمل مختصي أوبئة ومختصين في الأمراض العدوائية، وتم نشره يوم أمس.

تشمل المجموعة البروفيسور نير باز، المختص بالأمراض العدوائية في المركز الطبي هداسا، البروفيسور أورلي منور من مدرسة صحة الجمهور في الجامعة العبرية، البروفيسور دافيد حينيتس، وهو أيضا من مدرسة صحة الجمهور، د. حاجيت هوخنير، مختصة أوبئة، مدرسة صحة الجمهور في الجامعة العبرية هذاسا، البروفيسور روت كالدرون مرجليت من مدرسة صحة الجمهور وغيرهم العديد من الأطباء والأخصائيين.

ملخص نتائج الدراسة: "من الممكن أن يأتي تبرير إغلاق المدارس لسببين: حماية صحة الأطفال والحفاظ على صحة بقية شرائح المجتمع. تشير المعلومات المتوفرة اليوم من عدّة دول إلى أن التهديد على صحة الأطفال منخفض جدا. ومن المعطيات التي تم جمعها حتى الآن، يتضح أن نسبة العدوى بين الأطفال بعمر 1-10 سنوات منخفضة جدا حتى عندما تكون المدارس مفتوحة وأن نسبة الإصابات الخطيرة بين صفوف الأطفال منخفضة تماما".

بحسب الباحثين، "بالنسبة لمساهمة إغلاق المدارس في الحالة الصحية لدى بقية الشرائح السكانية، يبدو أنه قد تم اتخاذ هذه الإجراء اعتمادا على نتائج تم أخذها من مرض الانفلونزا، لكن بصورة مخالفة للأنفلونزا، ليست هنالك دلائل على أن الأطفال هم مخزن نقل عدوى جدي بالنسبة لفايروس كوفيد 19، ولذلك فإن هذا يعني أن الأطفال ليسوا ناقلين فائقين للمرض".

 قياس دقيق لمستويات الإصابة بالمرض لدى الأطفال

مع ذلك، يوضح معدو البحث أنه "لا شك بأن من الواجب فتح روضات الأطفال والمدارس حتى سن 9 أو 10 سنوات بحذر شديد، بما يتماشى مع بقية وسائل التباعد الاجتماعي العامة. من شأن هذه الأمور أن تشمل اتخاذ وسائل إضافية خلال الفترة الأولى مثل قياس درجة الحرارة بصورة روتينية خلال اليوم الدراسي، التشديد بصورة كبيرة على النظافة الشخصية، تقسيم الصفوف على الغرف الفارغة مما يساهم في زيادة التباعد الجسدي بين الأطفال خلال اليوم الدراسي والحفاظ على التباعد الاجتماعي خلال أخذ الأهالي للأطفال من المدرسة".

كذلك، يوصي الباحثون بأنه "من المفضل أن يتم البدء بفتح المدارس في المناطق التي لا تعتبر بؤرة لتفشي الوباء وأن يكون مصحوبا بالقياس الدقيق لمستويات الإصابة بالمرض لدى الأطفال، الأهل والمعلمين، وطبعا توجهات الإصابة في البلاد".  ويلخص الباحثون حديثهم بالقول: "سيكون الضغط على الوضع الروتيني أقل بكثير من الضغط الناتج عن استمرار السياسة الحالية، ومن شأن الأضرار طويلة المدى وقصيرة المدى التي تلحق برفاه الأطفال أن تتقلص. يجدر التشديد أنه من المحبذ في هذه المرحلة أن يستمر التباعد الاجتماعي بين الأجداد والأحفاد خشية من الخطورة الشديدة التي يتسم بها التقدم بالعمر".

 كل أسبوع تعطيل لجهاز التربية ينتقص من الناتج الاقتصادي 2.6 مليار شيكل

تتصل نتائج البحث مع بحث نشره اليوم بنك إسرائيل، وبموجبه ينتقص كل أسبوع تعطيل لجهاز التربية والتعليم، من الناتج الاقتصادي 2.6 مليار شيكل، بسبب تغيب الأهل عن مكان العمل بالإضافة إلى التكلفة الاقتصادية التي تنتج عن فقدان الإنتاجية التربوية في المدارس، الحضانات والروضات، ومساهمتهم المستقبلية في الإنتاجية.

في إطار المستند، يعرض الباحثون دلائل بشأن نسبة نقل العدوى من قبل الأطفال. يعطون أمثلة كالسويد حيث استمرت الروضات والمدارس الابتدائية بالعمل على مدار كل الأزمة. "يظهر توزيع المرضى في السويد أن نسبة الأطفال المرضى ضئيلة جدا (79 من أصل 15322 والذين يمثلون 0.65% من المرضى) ومن هنا يمكن أن يكون بالإمكان أن نستنتج – بصورة غير مباشرة – أن نسبة نقل العدوى منخفضة".

كذلك ورد في المستند أن بلاغا حديثا وصل من سنغافورة بتاريخ 22.4 لم يظهر أي حالة عدوى واحدة داخل العائلة في الأماكن التي بقيت المدارس فيها مفتوحة حتى 6.4 لكنهم يتحفظون بالمقولة إن الأهالي ربما لم يرسلوا أبنائهم إلى المدارس. كما ذكروا أنه في استعراض لثلاثة مرافق منزلية معروفة من هداسا – مرفق منزلي حريدي (متدين متزمت) من القدس، الوالدان مرضى مؤكدين، وطفلة واحدة من بين 9 أطفال مريضة، بينما بقية الأطفال معافين. عائلة أخرى تم النشر عنها، الوالدان مصابان، 3 أبناء مصابين و6 آخرون معافون. حالة ثالثة لسيدة تعمل في الجهاز الصحي أصيبت بالعدوى من زوجها ومكثت مع أبنائها الثلاثة طوال فترة مرضها ولم يصب أي منهم بالعدوى.

عمليا، يحاول الباحثون هنا توجيه مواصلة الفحص إلى وزارة الصحة، ويكتبون: "من المفضل فحص إن كان قد تم التطرق إلى هذه المعلومات الهامة خلال التحقيقات التي تجريها وزارة الصحة". وفي النهاية، يشير الباحثون إلى أن منظمة الصحة الهولندية قررت فتح المدارس اعتمادا على دراسة الأدبيات وإدراك أنه ليست هنالك خطوة للإصابة بحالة مرضية شديدة أو نقل المرض من طرف الأطفال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]