بالرغم من الاتفاقات المبرمة بين الحكومة الإسرائيلية ودول عربية للوهلة الأولى يعتبرها الإسرائيليون مصدر امن اقتصادي وامن قومي، الا ان الساحة السياسية ما زالت تتأرجح بين انتخابات رابعة يكون نتنياهو فيها الرابح الأكبر هذه المرة ويحرك السياسة الإسرائيلية على هواه ووفق مصالحة وبين استمرار الحكومة الحالية وذلك يتطلب تنازل غانتس وتصويته لصالح ميزانية لعامين، فهل سيخضع غانتس لنتنياهو هذه المرة ايضا خصوصا وان مصيره بات واضحا في حال الذهاب الى انتخابات جديدة وان نتنياهو يصبو الى انتخابات جديدة ضامنا فوزه على نظيره وتجنبا لمحاكمته ام سيكون هناك انتخابات رابعة بعد ثلاثة اشهر.

نتنياهو يسعي الى حل البرلمان والذهاب الى انتخابات من اجل تشريع قانون يمنع معاقبة او اقالة رئيس الحكومة

المحلل السياسي علي أبو زيد قال ل "بكرا": العلاقة بين رئيس الحكومة البديل وزير الدفاع، بيني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي، قوية محاولة الليكود اتهام اشكنازي بالسعي لفك الشراكة غير صحيحة، رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو يسعي الى حل البرلمان والتوجه إلى انتخابات برلمانية جديدة. استطلاعات الرأي تشير إلى فوز ساحق لنتنياهو واليمين .

وتابع: قد أدت هذه النتائج بحزب الليكود إلى التفكير بصوت عالٍ جداً، بأنه يجب التوجه إلى انتخابات جديدة. وفي بعض الأحيان يلوح بتهديد غانتس بالانتخابات. وفي الايام الخيرة هدد نتنياهو بنفسه، بحل البرلمان والذهاب الى الانتخابات.

ونوه: كان العديد من الخبراء قد انتقدوا غانتس وأشكنازي إثر تدهور شعبيتهما في الشارع الإسرائيلي مؤكدين أن ضعفهما أمام نتنياهو يصغرهما أمام الجمهور. ونصح العديد من الصحافيين والمعلقين بأن يبديا الإيحاء بأنهما لا يخافان. فخرج غانتس بهذا التصريح وقال: «من سيخسر في صناديق الاقتراع هم أولئك الذين يحاولون زعزعة الاستقرار». وتابع: «لقد انضممت إلى الحكومة (بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو) من أجل منع الذهاب لانتخابات رابعة. أنا لا أخشاها، فقد خضت ثلاث انتخابات بالفعل، ولكني أعتقد أنه يجب في هذه المرحلة الابتعاد بإسرائيل عن انتخابات جديدة».

وأشار في معرض حديثه: المعروف أن آخر استطلاعات رأي نشرت في إسرائيل، أظهرت أنه في حال إجراء الانتخابات اليوم فإن نتنياهو سيحقق انتصارا كاسحاً، ومعسكر اليمين بقيادته سيحرز 64 مقعداً وسيستطيع تشكيل حكومة يمين صرف. وأما حزب غانتس، الذي فاز في الانتخابات الأخيرة بـ 33 مقعداً، ثم انشق على نفسه إلى ثلاث كتل، فإنه سيتلقى ضربة قاصمة. فتهبط كتلة غانتس إلى 9 - 11 مقعداً، بينما يحصل حليف غانتس سابقاً يائير لبيد على 16 مقعد وفي النهاية نتنياهو يسعي الى حل البرلمان والذهاب الى انتخابات من اجل تشريع قانون يمنع معاقبة او اقالة رئيس الحكومة وكذلك تمرير قانون اضعاف الجهاز القضائي، والمستشار القضائي للحكومة، المعركة تبدأ بمصالح نتنياهو وتنتهي بمصالح نتنياهو.

فوضى الحكم

القيادي ثابت أبو راس عقب قائلا: لا شك ان الاوضاع السياسية والاقتصادية مستمرة في التدهور على أرضية ازمة الكورونا المستفحلة وانعكاساتها الاقتصادية وعدم اتفاق احزاب الائتلاف الليكود وكحول لفان على اقرار ميزانية للدولة. "فوضى الحكم" اصبحت خطيرة على ضوء الاقتراب من بداية افتتاح السنة الدراسية ولا أحد يعرف ان كانت المدارس ستفتتح وكيف ستتم الدراسة في الاول من ايلول القادم.

وتابع: هذه الازمة السياسة من أخطر ما واجهته اسرائيل حتى الان وتستدعي تغيير سريع من الممكن ان يبدأ في انتخابات جديده وائتلاف جديد. لكن نتنياهو، صاحب القرار الاول، يستصعب اتخاذ قرار سريع لأنه يعرف وحسب استطلاعات رأي كثيرة ان اجراء انتخابات جديده في الاشهر القريبة سوف لا تؤدي بالتأكيد الى النتائج المرجوة من ناحيته، فهناك عزوف عند المواطنين من المشاركة في انتخابات رابعه خلال عام ونصف وكثير منهم يعتقدون ان قضايا نتانياهو الشخصية هي الدافع لإجراء مثل هذه الانتخابات وليس الاهتمام بمليون عامل عاطلين عن العمل ويجلسون في بيوتهم هذه الايام. كذلك فان التراجع ولو الآني عن ضم مناطق محتله (بحجة اتفاقية السلم مع الامارات) قد اغضب مؤيديه من اليمين، الامر الذي ادى الى مضاعفة حزب يمينا وتقوية خصمه بيني بينت في الاستطلاعات.

وختاما قال: الصراع داخل حزب كحول لافان بين اشكنازي وغانتس يتم تضخيمه على يد الليكود ومحاولة اخرى لشرذمة ما تبقى من هذا الحزب. وللأسباب هذه مجتمعة باعتقادي ان نتنياهو وغانتس سيتفقان بهذه المرحلة ولن تكون انتخابات في نهاية هذه السنة.

انتخابات رابعة او احتواء

القيادي غسان عبد الله عقب قائلا: بلا شك تشهد الحلبة السياسية والحزبية في هذه الأيام ازمة حادة وان الاحتدام يمتد بين الليكود وكحول لافان ويطفوا على السطح ويشهد حالة من الصراعات والخلافات وخاصة حول الميزانية مع اقتراب العام الدراسي الجديد، كما ان غانتس يتهم نتنياهو بانه غير قادر على إدارة الازمة مع تصاعد وباء كورونا ومع اشتداد الخلاف اعتقد سيكون انتخابات رابعة وربما يكون احتواء للمشكلة والاتفاق على الميزانية خاصة ان غانتس لا يحبذ انتخابات رابعة غير واضح مصيره كما ان نتنياهو في وضع لا يحسد عليه والأيام القليلة القادمة أي خلال يومين ستكون القرارات واضحة والصورة أوضح.

ونوه متطرقا الى وضع القائمة المشتركة وقال: القائمة المشتركة ستتوجه الى الانتخابات الجديد بنفس مركباتها ولن يكون أي خلافات حول ذلك، وعلى ضوء الانسجام الكامل الذي كان بين مركباتها وبسبب الإنجازات ستكون اكثر قوة.

الاثنين ستتوضح الصورة

الكاتب والمحلل عودة بشارات قال: في حال لم يتم الاتفاق حول الميزانية حتى الاثنين او التصويت لصالح مشروع "דרך ארץ" بتأجيل الميزانية لثلاثة اشهر هذا يعني ان الدولة تتجه نحو انتخابات خلال ثلاثة اشهر أي في نوفمبر القادم، الاثنين يوم مهم جدا ويقرر اذا يريد نتنياهو ام لا، وأيضا ملقى على كاحول لافان مهمة عسيرة هل تواصل عنادها حول عدم إقرار الميزانية لسنتين وبالتالي تتوجه للانتخابات بوضع صعب او تتنازل وتفشل مخطط نتنياهو لاجراء انتخابات خلال ثلاثة اشهر يعتقد خلالها انه سيحصل على انتصار كبير وبالتالي يؤجل محاكمته والغاءها لانه سيقوم بقوانين جديدة لمنع محاكمته.

وقال: في ظل التصريحات والتهجمات من الطرفين ونحن ننتظر انفجار قريب، ولكن ممكن ان يتم التوصل الى اتفاق في اللحظة الأخيرة وهذا ما شهدناه من نتنياهو في كثير من العقبات التي واجهت حكومته.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]