تخبطات من الاهالي بعد اغلاق المدارس وتحويل التعليم عن بعد، بسبب ما فرضته جائحة كورونا وإقرار نظام التعليم عن بعد لجميع المراحل التعليمية، غير أن الأمهات هن الأكثر معاناة وأصبحن شبه منهارات بسبب الصعوبات التي يوجهانها مع أبنائهم.

في السياق، قالت الناشطة الاجتماعية والام منال صعابنة: الحقّ في التعلّم هو حقّ أساسي لكلّ طفل، وتجربتنا السابقة مع التعلّم عن بعد أثبتت عدم نجاعة هذه المنظومة ومساهمتها في زيادة الفجوات والفروق بين الطلاب، فأولًا لا يتمتع كل الآباء والأمهات بذات القدرات لتعليم أطفالهم في البيت، كما أن هناك تفاوت في الوقت الذي يمكنهم استثماره مع أطفالهم ما بين المسؤوليات المتعدّدة، والفرق بين العائلات من حيث عدد الأطفال وأعمارهم في الأسرة الواحدة. من هنا فإن التعلّم عن بعد يزيد من الفروقات والطبقات بين الأسر في المجتمع الواحد، بحيث "يزداد القوي قوةً والضعيف ضعفًا.
 

واضافت: تعتبر المدرسة إطار اجتماعي ترفيهي إضافةً لدورها التربوي والتعليمي، وبالذات في ظل جائحة الكورونا التي قلّصت بشكل كبير الأماكن التي يمكن ارتيادها، والتي عانينا أصلًا من قلتها في مجتمعنا العربي، من هنا فإننا نرى أن للمدرسة دورًا هامًّا في الحفاظ على قدرات الطفل الاجتماعية وتطويرها، إضافةً لكونها تساهم في إبعاد الأطفال عن الشاشات وتثبيت نظام حياة صحي.استنادً لآراء الخبراء، تعتبر المدارس في الأعمار ما دون ال 10 سنوات إطارًا آمنًا من ناحية صحيّة ومن ناحية انتشار العدوى في المدارس في مثل هذه الأعمار.

واشارت: أمّا بالنسبة للمواد والمضامين التي يتمّ تمريرها من خلال منظومة التعلّم عن بعد، فهي تثبت عدم جهوزية جهاز التربية والتعليم لهذه المنظومة، إذ أن هناك حاجة لوجود طاقم كامل ومتفرّغ يهتمّ بتحضير موادّ غنيّة ومضامين مدروسة. ومما يثير قلقنا كأهل وكأبناء لهذا المجتمع، التغييرات السلوكية السلبيّة التي نلاحظها على بناتنا وأبنائنا نتيجةً لازدياد الوقت الذي أصبحوا يقضونه أمام الشاشات، مما أدّى لتدني مستوى المهارات الاجتماعية وانعدام الأطر التي تنمي وتصقل هذه المهارات.

التعليم عن بعد قرار فاشل

من جانبها قالت اسراء امارة لمراسلنا: هل يعقل ان الحكومة تغلق المدارس وتحول التعليم عن بعد في عمر 3، و8 سنوات؟!، الطالب في هذا العمر يفترض به الاحتكاك واللعب والركض مع الاطفال، لا يجلس أمام شاشات الكترونية لساعات والتي يعلم الجميع أن ضررها كبير على أطفال في مثل هذه الأعمار!

وأكدت أنّ هناك مشكلة لدى الاهالي في متابعة أبنائهم أثناء مشاركتهم في الحصص التفاعلية، وهو أمر لا يقوى عليه الكثير، خصوصاً العاملين.

واختتمت امارة: نتمنى عودتهم إلى المقاعد الدراسية في أقرب وقت، مع الأخذ بالاعتبار الاشتراطات الصحية، فالطالب يفتقر إلى الكثير من المهارات العلمية والعملية في دراسته الإلكترونية، كما أن التحصيل العلمي يكون متواضعاً جداً مقارنة بالدراسة التقليدية، ناهيك عن أن الكثير من الطلبة لا يتعاملون بجدية مع التعليم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]