قبل ثمانية أيام، أمر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بتوجيه ضربات جوية وأرسل القوات إلى تيغراي، بعد أن اتهم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بشن هجوم على قاعدة عسكرية، ومعه بدأت سلسلة جديدة من الصراع في المنطقة التي يقول سكانها إن حكومة آبي تقمعهم وتمارس التمييز ضدهم.
وتطورت الأحداث في إقليم تيغراي بعد رفض جبهة تحرير تيغراي قرار تأجيل الانتخابات إثر تفشي وباء كورونا، وأجرت انتخابات في الإقليم في سبتمبر/أيلول الماضي، واعتبر رئيس الحكومة، الحاصل على نوبل للسلام 2019، أن "تصويتهم غير قانوني"، واتهم آبي أحمد الأسبوع الماضي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بشن هجوم على قاعدة عسكرية.
وبدأ الجيش الإثيوبي في عملية عسكرية في الإقليم الذي تسيطر عليه الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وتصف الحكومة الفيدرالية الجبهة بـ"المجلس العسكري الإجرامي" وتعهدت بمواصلة القتال حتى يتم "سحق" المجلس الذي يدير تيغراي.

وقال آبي، في كلمة نقلها التلفزيون، الإسبوع الماضي، إن على المدنيين في المنطقة الشمالية تفادي الأضرار التي يمكن أن تلحق بهم، وذلك بتجنب التجمع في أماكن مفتوحة لأن الضربات ستستمر

وبحسب موقع "بي بي سي" كثر الحديث عن احتمال انزلاق إثيوبيا نحو حرب أهلية، وأشارت إلى أن الهيئات الدولية دعت إلى وقف إطلاق النار والبحث عن طريق تفاوضي للخروج من هذه الأزمة، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه مع تمسك طرفي الأزمة بموقفه وعدم وجود مؤشرات عن وجود أرضية مشتركة لاحتواء محتمل للأزمة، فإن الخوف من استمرار القتال يتزايد.

ونقل الموقع عن العديد من الإثيوبيين خاصة سكان إقليم تيغراي، فإن بلادهم "غرقت بالفعل في الحرب".
وسيتورط جيران إثيوبيا في الصراع، وسيدفع المدنيون، الذين يعيشون بالفعل في ظروف محفوفة بالمخاطر، الثمن الباهظ لما يجري.

والأسبوع الماضي، نشرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية تقريرا مطولا حول سر انحدار إثيوبيا سريعا إلى حافة "الحرب الأهلية".
ونقلت الوكالة الأمريكية عن دينو ماهتاني من مجموعة الأزمات الدولية: "لقد كانت مثل مشاهدة تحطم قطار في حركة بطيئة، إثيوبيا تسير نحو الحرب الأهلية".

وهيمنت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على الجيش والحكومة في إثيوبيا قبل أن يتولى آبي أحمد السلطة في عام 2018، وكانت الجبهة أقوى عضو في الائتلاف الحاكم في إثيوبيا لسنوات عديدة، لكن رئيس الحكومة الفيدرالية آبي أحمد، كبح نفوذها بعد توليه السلطة عام 2018، وساءت العلاقات بين الجانبين العام الماضي بعد أن حل آبي أحمد الائتلاف الحاكم، الذي كان يتألف من عدة أحزاب إقليمية عرقية.

وتمتلك جبهة تيغراي الكثير من الخبرة في الصراع من الحرب الحدودية التي دامت سنوات بين إثيوبيا وإريتريا، بجوار نهر تيغراي.

وتقدر مجموعة الأزمات الدولية أن القوات شبه العسكرية التابعة لجبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغري والميليشيات المحلية لديها حوالي 250 ألف جندي.

وأعلنت وسائل إعلام رسمية إثيوبية، أمس الأول، مقتل 550 "متطرفا" خلال الهجوم العسكري الذي شنه الجيش الإثيوبي ضد قوات موالية لحكومة تيغراي.

وأمس أفادت إذاعة "فانا" التابعة للدولة، بأن 29 من أفراد القوات الخاصة والميليشيات التابعة لتيغراي استسلموا في المنطقة الشمالية المضطربة، دون أن تذكر خسائر من جانب القوات الفيدرالية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]