نشر موقع "واينت" العبري تقريرًا موسعًا حول القسم الثاني من امتحان البجروت بالرياضيات الذي تقدّم له الطلاب الثانويّون أمس الأربعاء، وقال إنّ العديد من الطلاب الممتحنين اشتكوا من صعوبة الامتحان بنماذج ثلاث وخمس وحدات، متّهمين وزارة التربية والتعليم بعدم الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الخاصة التي مرّ بها الطلاب في هذه السنة الدراسية، خاصة وأن التعليم جرى بالأساس عن بعد، بسبب جائحة كورونا.

وأورد الموقع شهادة إحدى الطالبات في الصف الثاني عشر، قالت في سياقها إنّ "الامتحان كان أصعب مما درسنا خلال السنة، وقد خرج الطلاب من الامتحان محبطين وغاضبين على جهاز التعليم بسبب مستوى الامتحان، لا سيما بعد أن وعودونا بأن يُعطونا تسهيلات".

كما أنّ طواقم التدريس في عدد من المدارس دعموا ادعاءات الطلاب واتّهموا الوزارة بأنها صعّبت الأمور عليهم بدل مراعاة الظروف. وقال بعض المدرّسين إن مستوى الامتحان كان مقبولا، بشكل عام، لكنه كان يحتاج الى شيء من التحدّي من قبل الطلاب الممتحنين، خاصة وأنّه لم يأخذ بعين الاعتبار الظروف التي مرّ بها الطلاب خلال السنة الدراسيّة، فيما قال آخرون "إنّ كاتبي أسئلة الامتحان هبطوا من القمر".

هذا، بالإضافة الى أنّ بعض المعلمين والطلاب الذين اطّلعوا على اقتراح حل الامتحان الذي نشر في موقع الإنترنت التابع لوزارة التربية والتعليم، أشاروا الى وجود أخطاء في حلول بعض الأسئلة، إذ تبيّن لهم وجود خطأ في ثلاثة حلول، للسؤال الأول والسؤال الخامس "أ" والسؤال الثالث "د".

وأورد التقرير قول رئيس اتحاد المديرين في المدارس الثانوية بأنّه "يسود غضب شديد في صفوف المعلمين والمديرين بسبب مستوى الصعوبة في الامتحان". وقال مدير مدرسة من منطقة الجنوب نقلا عن بعض المعلمين، "كانت هناك أسئلة في الامتحان لم تكن بهذا المستوى من الصعوبة حتى في السنوات العادية، فقد خرج الطلاب من الامتحان وهم يعانون حالة إحباط، معتبرين وزارة المعارف منفصلة عن الواقع وربما لا تعلم أن هناك كورونا".

وقالت مديرة مدرسة ثانوية في شمال البلاد: "إنني اعتقد بأنّ من كتب أسئلة الامتحان وقام بفحصها وشارك في صياغتها وفي ترجمتها الى العربية، ومن ثم صادق عليها- لا يعيش في عالمنا، بل يبدو أنه جاء من القمر، ويجب على الوزارة أن تخجل".

وحسب قولها: "عمل المعلمون بشكل صعب ومضاعف مع الطلاب ومن ضمن ذلك مع طلاب جاؤوا من وضع اجتماعي-اقتصادي منخفض ومن صعوبات نفسية واقتصادية". وأضافت المديرة المذكورة: "عملنا معهم ليس فقط كمعلمين، بل كنفسانيين وعاملين اجتماعيين. طلاب 3 وحدات حصلوا على أسئلة صعبة للغاية، وستكون النتيجة سقوط العديد منهم في الامتحان". وأكدت أنّ هذا الأمر يؤدي في نهاية المطاف الى أزمة ثقة بالمعلمين بالذات، و"من المؤسف أنهم منحوا ثقتهم بوازرة التربية والتعليم، معتقدين بأنها ستراعي وضعهم، لكن الآن فإنّ الطلاب فقدوا ثقتهم بمعلميهم".

وعلم أنه قبيل انتهاء الساعة الأولى للامتحان تسلمت المدارس رسالة من الوزارة تطلب فيها تصحيح خطأ في أحد الأسئلة. وقالت إحدى معلمات الرياضيات إنّ "هذه ليست السنة الأولى ولا الثانية التي تم فيها اكتشاف أخطاء في الامتحان، ومن المؤسف والغريب أيضًا أن القيّمين على الامتحانات لا ينجحون في منع الأخطاء مسبقًا".

الوزارة تعقّب لـ"بكرا"

وجاء من وزارة التربية والتعليم لـ"بكرا": "الوزارة تضع مصلحة الطلاب نصب أعينها، ولذلك اتخذت مجموعة من التسهيلات قبل الامتحان. وقد شمل ذلك تركيز مادة الامتحان وتقليصها، وإعطاء عدد كبير من إمكانيات الاختيار، وإضافة وقت طويل لكافة الطلاب الممتحنين بنسبة 25% وإضافة 33% للطلاب ذوي الاستحقاق"، مؤكدة أنها ستتيح لكافة الطلاب والطالبات، الذين يرغبون في تحسين العلامة، التقدّم للموعد الإضافي الذي سيجري خلال شهر نيسان القادم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]