اكد رئيس القائمة العربية الموحدة د. منصور عباس خلال مؤتمر صحفي عقد في الناصرة، انه لا يريد ان يكون جزءا من أية كتلة سياسية، وانما التركيز على حل قضايا المجتمع العربي وتحويل مطالبه في مجالات مثل السكن ومحاربة العنف الى خطة عمل قابلة للتنفيذ.

وفي كلمة له باللغة العبرية مساء اليوم لم يكشف ما اذا كان سيدعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أم لا، وشدد على انه حان الوقت للسعي الى حياة مشتركة واحترام متبادل ومساواة.

ولم يتطرق عباس إلى القضايا الجوهرية والخطاب القومي للمواطنين العرب مكتفيًا بالتركيز على الخطاب المدني.

تعزيز للفوقية اليهودية

وفي تعقيبٍ لها، قالت المحاضرة ومديرة مركز "مدار"، د. هنيدة غنايم على الخطاب: خطاب مثير للشفقة، لقد تم وضعه ليعبر امتحان القبول من اليمين الاستيطاني.

وأضافت: ادانة العنف واسقاط اي ذكر للاحتلال وللهوية الفلسطينية هو بمثابة اعطاء شرعية لاستمرار سياسة الفصل العنصري (الأبرتهايد) والاستيطان والنظام المبني على الفوقية اليهودية.

نهج المشتركة

بدوره، قال القيادي في الجبهة، المحامي سامح عراقي: من الملاحظ انه في سبيل تجمله امام اليمين، تنصل د. منصور عباس من هويته الفلسطينية، وحتى انه لم يذكر ابسط المطالب كتوطئة لبدء التفاوض كإبطال قانون القومية او حتى قانون كامنتيس.

وأضاف: منصور عباس من خلال خطابه يمعن في نهجه الذي حسب رأيي لن يفضي لشيء، ليس في المدى القصير وبالتأكيد سيسبب الضرر على المدى البعيد.

وقال: هو يحاول مخاطبة رجال الدين ومخاطبة مرجعية بن غفير وسموطريش، من خلال التحدث لهم بمفردات دينيه، ومحاولا التقرب منهم حتى يرضوا عنه ويوافقوا على دعمه لحكومة نتنياهو، بذلك هو يمعن في النهج، في التقرب الى احزاب اليمين، وحتى يتجمل حتى يعجبون به ويقبلونه .

واوضح: إن نهج المشتركة هو النقيض تمامًا، هو تعميق شرعيتنا، وتعزيز تأثيرنا من خلال فرض الاجندة السياسية ولتبذل الاحزاب الطامحة للسلطة جهدها في تطويع برامجها السياسية لتتقرب لنا .

خطاب يحمل تهديد للمجتمع الإسرائيلي

بدوره، قال الصحافي وديع عواودة معلقًا على الخطاب: د. منصور عباس ظهر مساء اليوم بخطاب ما بين الديني والسياسي، خلال خطابه غلب المدني على القومي وبذلك تساوق مع توجهات الشارع العربي الذي يبحث عن حلول مدنية وحلول لمشاكله الحياتيّة.

وأضاف: اللافت في هذا الخطاب أنه جاء بالعبرية وليس العربية، وهو بمضمونة ولغته ومصطلحاته ملائم للأذن الإسرائيلية، ويحاول من خلاله تذليل العقبات أمام تشكيل حكومة يمين برئاسة نتنياهو بمشاركة؛ الليكود، يمينا، والصهونية الدينية، اعتمادًا على القائمة العربية الموحدة من الخارج. ولذلك تم تغيب كل ما شأنه أنّ يخلق نقاشًا مع الآخر الإسرائيلي.

وأوضح: اللافت ايضًا، أنّ الخطاب كان معسولا للجانب الإسرائيلي اليميني، إلا أنه تضمن تهديد خفي، بما معناه إذا لم تقبلوا بالحلول التي نطرحها لكم فأنكم ستورثون المجتمع عامة واقعًا سياسيًا مركبًا وخطيرًا، وهذا ترهيب موجه إلى الشارع الإسرائيلي، مفاده أنه مصلحة الجميع الوقوف عند مطالبنا.

وقال: من المهم ايضًا الذكر أنّ المؤتمر، ولربما بنصيحة من مستشاريه، ركز على الجانب الظاهري، فالتوقيت، والمكان، والدخول إلى القاعة محاطًا بالحراس، خلف وقعًا أنّ الحديث عن خطاب لوزير دولة، وهذا ليزيد من قوة وهيبة القائمة الموحدة بصفتها الحزب الأكبر على الساحة، وهو شدد على ذلك، في اشارة منه إلى تغلبه على الحزب الشيوعي.

وخلص: هل سيستفيد من هذا الخطاب؟! اوساط واسعة من الجمهور الإسرائيلي رحبت به لسقفه المنخفض ولتشديده على القواسم المدنية. هل سيتم التفاوض معه لدعم ائتلاف نتنياهو من الخارج؟! هذا ما نعرفه لاحقًا، بحكم التحولات والتطورات في الساحة الإسرائيلية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]