سجل العام الحاليّ حتى اليوم (17.7.21) 66 جريمة راح ضحيتها شباب وشابات من مجتمعنا العربي في الداخل والقدس. وتؤكد المعطيات أنّ من بين الضحايا هنالك 7 نساء و- 5 قتلوا على يد أفراد من الشرطة في حين أنّ الشهيد موسى مالك حسونة، من اللد، قتل بنيران مستوطن اثناء المواجهات التي أندلعت مطلع ايار من هذا العام اثر الإعتداءات الإسرائيلية على سكان الشيخ جراح والقدس.

وفقط في الإسبوع الأخير، ايام قبل عيد الأضحى وفي ايام العُشر الفضيلة والذي من المفترض أنّ تكثر فيها العبادة، سجّل مجتمعنا 6 جرائم راح ضحيتها 6 أشخاص فيما أصيب أكثر من 12 شخصًا في حوادث إطلاق نار مختلفة، منها فتاة من ابو سنان.

الجرائم لهذا الأسبوع

وفجر السبت الماضى، أعلنت مصادر طبيّة عن وفاة ضحايا جريمة القتل المزدوجة التي شهدتها بلدة ابطن (الجمعة) اثر شجار اندلع في البلدة.
وعلم لاحقًا أنّ الضحايا هم حسن رميحي (54 عامًا) الذي قتل رميًا بالرصاص، وشقيقته صبحية (60 عامًا) التي لقيت مصرعها خلال نفس الشجار الذي نشب في البلدة. وذكرت مصادر محلية أنّ خلفية الشجار هي خلافات ونزاع على أراضٍ.

ويوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، اعلنت الشرطة، بأنه تمّ العثور على جثة شاب بجانب مركبة محترقة بعد تعرضه لجريمة طعن في بلدة العيزرية، شرق القدس المحتلة.

وحسب المعلومات الواردة، فإن الضحية هو الشاب محمد سمير فؤاد زادة (32 عامًا) من العيزرية؛ إذ قتل بعد تعرضه لنحو 20 طعنة وجرى إحراق مركبته في المكان.

ومساء الاربعاء، أصيب مواطن (50 عامًا) بجراح بالغة الخطورة جرّاء اطلاق رصاص قرب مسجد "صلاح الدين" في مدينة قلنسوة .

وعلم لاحقًا انّ الضحية هي الشيف وممثل جمهور السابق في البلدية- بكر ناطور، والملفت أيضًا أنّ ثلاثة من اشقائه كانوا قد أصيبوا بعيارات نارية في الأشهر الاخيرة أيضًا!

وفي ذات المساء، عُثر في قلنسوة على سيارة محروقة بحيث تشير الشبهات الى أنّها استخدمت على ما يبدو بعملية إطلاق الرصاص.

ولقي مساء الخميس، الشاب نسيم ابو جابر (25 عامًا) مصرعه متأثرًا بجراحه الخطيرة بعد تعرضه لاطلاق نار في مدينة كفرقاسم.

وكان شقيق الضحية، جوهر ابو جابر قد قتل ايضا قبل عام، لتعيش العائلة ذات المأساة مرتين خلال عام!.

وفجر السبت أعلن عن وفاة شاب قتل في قرية حورة بالنقب الليلة الماضية (الجمعة)، حيث اشارت مصادر محليّة انّ الضحية هو الشاب صلاح عبد الحميد السيد البالغ من العمر خمسة وثلاثين (35) عامًا، وتوفي اثر تعرضه لاطلاق النار خلال تواجده داخل سيارة في الشارع الرئيسي بالقرية، كما أصيب في الجريمة فتى في الخامسة عشرة (15) من العمر بجروح طفيفة.

اما مساء السبت، اقدم مجهول على دراجة نارية بإطلاق رصاصات أدت إلى مصرع عزات حامد، البالغ من العمر 40 عامًا. 

*31.3% من المتهمين بشبهات جنائية عرب!*

وتشير البيانات التي أصدرها مكتب الإحصاء المركزي مؤخرًا وتتطرق إلى مستوى الجريمة والعنف في مجتمعنا، وننشرها هنا ليس بهدف التفرقة أو الوصم، إنما بهدف التوضيح فقط، إلى أنه في عام 2019، بلغ عدد الأشخاص الذين يحاكمون في محاكمات جنائية من سكان إسرائيل 24300. ومن بين هؤلاء، كان 7600000 من السكان العرب (31.1٪)، وبلغت نسبة العرب الذين يخضعون للمحاكمة 31.3٪ بين البالغين و 29.1٪ بين القصر.

واوضحت البيانات أنّ نسبة المحكوم عليهم من جميع سكان إسرائيل الذين حوكموا في محاكمات جنائية بلغت 85.7٪، بينما كانت النسبة أعلى بين العرب (91.6٪).

يشار إلى أنه ورغم هذه المعطيات إلا أنّ الواقع يؤكد أنّ معظم المخالفات المُشار إليها هي مخالفات جنائية تتعلق بحيازة أسلحة وسرقات، في حين أنّ الجريمة والقتل في أغلبها ملفات لا زالت مفتوحة ودون إعتقالات.

زمان لا يدري المقتول على أي شيء قُتل!

وعودة إلى ايام العُشر، وهي أيام مقدسة، فلا بد لنا أنّ نذكر بما حذّرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة- تحذيرًا شديدًا من سفك الدماء، وهذا التحذير تشتد الحاجة اليوم إلى تأمله والوقوف عنده مع انتشار الاستخفاف بحرمة الدماء وإباحة الدم بهدف تحقيق مصالح شخصية وانتقامية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل، ولا يدري المقتول على أي شيء قتل".

وفي السياق، عقب الشيخ ايهاب الشيخ خليل قائلا: الحقيقة فقد وصلنا إلى اسفل الدرك، فهذا إنحطاط أخلاقيّ، جريمة في الليل وجريمة في النهار، جرائم لا تراعي حرمة الشهر الفضيل- رمضان، ولا حرمة ليلة القدر، ولا حرمة العشر الأواخر ولا حرمة العشر الأوائل من ذي الحجة ولا حرمة يوم عرفة ولا حرمة عيد الفطر وعيد الأضحى.

وأضاف: في الجاهلية وقبل الإسلام، ارجعت السيوف إلى أغمادها ورُفض القتال وعوقب القاتل، فكيف اليوم ومع انتشار الإسلام والعلماء وأهل الدين يحصل ذلك. فئة، وإن كانت قليلة وفاسدة وظالمة، تنتهك حرمة هذه الأشهر وحرمة الأيام الأولى من ذي الحجة وتسفك الدماء وتزهق الأرواح ولا تبالي في عقاب الدنيا وعقاب الآخرة فقد أنزل الله هؤلاء القتلة وأعدهم عذابًا اليمًا. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]