وقعت وزارة الأمن الإسرائيلية، على عقد لنصب المزيد من “توربينات الرياح” في المناطق الشمالية للجولان السوري المحتل، مستهدفة بذلك أراضي الجولانيين الواقعة بين قرى مجدل شمس، ومسعدة، وبقعاثا وعين قنية.

جاء ذلك بحسب ما أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية، في بيان صدر عنها، امس الثلاثاء. وقالت الوزارة إن العقد الموقع مع الشركة الإسرائيلية “إنرجكس” للطاقة البديلة، يشمل نصب 41 توربينة ضخمة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح.

وذكرت أنه بموجب العقد سيتم إنشاء مزارع لعنفات الرياح لتضم 41 توربينة يصل ارتفاع الواحدة منها إلى 200 متر، و”هي أكبر توربينات يتم بناؤها في إسرائيل وأكثرها تقدمًا حتى الآن”، على حد تعبير وزارة أمن الاحتلال.

ونقل البيان عن المدير العام لوزارة الأمن الإسرائيلية، أمير إيشيل، قوله إن الاتفاق يأخذ بعين الاعتبار ويحافظ على “الاعتبارات الأمنية لإسرائيل”.

وشدد على أنه “لقد اتخذنا مخاطر محسوبة، وعقدنا الاتفاق من منظور تمكيني، واستثمرنا أيضًا في تطوير الحلول التكنولوجية التي ستمكن التوربينات من العمل جنبًا إلى جنب مع الجيش الإسرائيلي”.

وتابع أن “الاتفاق الذي تم توقيعه يوازن بين جميع الاحتياجات، وهو مثال آخر على رغبتنا في تعزيز الأمن، وكذلك من خلال تعزيز الاقتصاد والاحتياجات المجتمعية”.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد وقع على عقد مع الشركة ذاتها يشمل نصب ما بين 32 إلى 52 توربينة رياح في الجولان المحتل، الأمر الذي يرفضه الجولانيون بسبب الأضرار التي سيلحقها المشروع بالبيئة والزراعة والسياحة والتطور العمراني، وباعتباره مشروعًا استيطانيًا ضخمًا سيعزز من النفوذ الإسرائيلي في الجولان المحتل.

وشهد الجولان السوري المحتل، في كانون الأول/ ديسمبر 2020، إضرابا عاما شمل كافة المرافق الحياتية والمدارس، احتجاجا على بدء تنفيذ مشروع إسرائيلي لنصب “عنفات الرياح” على أراضي المزارعين، ومنع أصحاب الأراضي من التوجه إلى أراضيهم.

ويُجمع الجولانيون على ضرورة “مواصلة الحراك الشعبي والتصدي بكل السبل المتاحة لإسقاط المخطط الخطير الذي يستهدف الأرض والإنسان”، بحسب ما أكد ناشطون ووجهاء ورجال دين، في أحدايث سابقة لـ”عرب 48”.

وسيُبنى المشروع في موقعين، الأوّل في منطقة رعبنة الواقعة على بعد كيلو متر أو أكثر من قرية مسعدة وإلى الجنوب من قرية عين قنية، ومنطقة سحيتا، الواقعة في مركز الأراضي الزراعية السورية على بعد يزيد قليلا عن كيلو متر واحد، إلى الجنوب الشرقي من قرية مجدل شمس وعلى بعد أقل من كيلو متر من بركة رام.

ومن المفترض أن يولد المشروع 152 ميغاواط من الطاقة سنويًا، ما سيجعل منه أكبر مزرعة رياح من حيث الإنتاج، والطاقة التي سيتم إنتاجها ستُباع بشكل مباشر لزبون واحد فقط هو شركة الكهرباء الإسرائيلية وستحقق عائدا سنويا يقدر بمئات الملايين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]