احتجاجات منددة بغلاء الأسعار شهدتها عدد من مدن المملكة، اليوم الأحد، بعدما دعت “الجبهة الاجتماعية المغربية” إلى وقفات في عدد من المدن المغربية.

بالعاصمة الرباط، شهدت الساحة المقابلة لمقر البرلمان بشارع محمد الخامس تنظيم وقفة رفعت فيها شعارات نددت بالزيادات في أسعار المواد الأساسية والخضراوات والمحروقات. كما نددت بأساليب تدبير قضايا أخرى مثل تأكيد الحكمين بالسجن النافذ على الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي، وتدخل القوات العمومية في أحدث وقفات الأساتذة أطر الأكاديميات (أساتذة التعاقد سابقا)، مع استمرار التنديد بـ”تطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل”.

وكانت الساحة ذاتها الموجودة بقلب العاصمة على موعد مع شعارات صدحت بها حناجر المحتجين، من أبرزها: “كيف تعيش يا مسكين والأسعار دارت جنحين”، و”فوسفاط وجوج بحورا وعايشين عيشة مقهورة”، و”هادي دولة حكَّارة تاتقمع الفقرا وكاتحمي الشّفّارا”، و”لي حاكمينّا مافيا .. شعلتو فينا العافية”، و”شي علّى وبغى يطير وشي ساكن تحت القصدير”، و”المخزن طغى علينا”، مع شعارات تطالب بـ”الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة الفعلية”.

عبد الإله بنعبد السلام، منسق الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، قال إن هذه الوقفة قد نظّمت لـ”نقول للدولة إن عليها أن تنتبه إلى أن هذه الزيادات لا تزيد البلاد إلا احتقانا وتوترا، وعليها أن تراجع سياستها التي لا تأخذ فيها بعين الاعتبار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لمختلف فئات المجتمع، والتي هي المتضرر الأساسي في هذا الارتفاع الصاروخي للأسعار”.

بدورها، ذكرت خديجة الرياضي، عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن هذه الوقفة تلي الوقفة المخلّدة لذكرى انطلاق حركة عشرين فبراير، سنة 2011، و”تأتي في إطار سلسلة من نضالات “الجبهة الاجتماعية” ضد الهجوم الكاسح للسلطات المغربية على مكاسب الشعب المغربي، الاقتصادية والاجتماعية، وضد هذا الهجوم على الحريات، خاصة بعض الأحكام الجائرة والظالمة التي نطق بها في حق الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي، وضد نشطاء متعددين”، وفق تعبيرها.

وتابعت الرياضي في تصريح لـ هسبريس: “هذه الوقفة تطالب بوقف الهجوم على جيوب المواطنين، ضد الغلاء الفاحش الذي أرهق الشعب المغربي، والنضال ضد الاستبداد والفساد السائد في البلاد، الذي يساهم في مزيد من تفقير الفئات الشعبية وإغناء حفنة من الأغنياء المستفيدين من هذه السياسات”.

من جانبه، تحدث الطيب مضماض، عضو “الجبهة الاجتماعية المغربية”، عن “اليوم الوطني للاحتجاج” الذي تشهده ما يقرب من 40 مدينة صغيرة ومتوسطة وكبيرة؛ بسبب “ما تعرفه الأسعار من غلاء، بعدما خرجنا يوم 20 فبراير في كافة المدن المغربية، وعبرنا عن غضبنا. وهو غضب يتقوى في الأوساط الشعبية، لأن الشعب المغربي بهذا الغلاء قد وصل لحالة لا تطاق”.

وختم مضماض تصريحه لـ هسبريس بالقول إن “الجبهة الاجتماعية المغربية” و”كل القوى الحية في البلاد” سوف “تستمر في النضال (…) حتى إسقاط الفساد والاستبداد؛ لأن الفساد والاستبداد السبب الحقيقي لما تعيشه الأوساط الشعبية من غلاء في الأسعار، ومن قهر اجتماعي، ومن فقر وتفقير”.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]