( تمنعني ظروفي الصحية من المشاركة والمساهمة اليومية والمشاركة في المسيرة، لكني اتابع هذا الحراك من بدايته وآن الأوان لأقول كلمتي لو سمحتم لي بذلك، مشكورين)!!
نعم ، مسيرة الأموات، هي مسيرة للأموات وهي حقٌّ علينا تجاههم، وتجاه الموت نفسه. مَن منّا يريد هذا الموت او هذه الطريقة من الموت؟ لا أحد! ومَن منّا يريد الموت أيّ موت؟ ايضًا لا أحد.
وُلدنا لنحيا أولًا، ثم نموت كما يموت الناس في كل مكان من العالم، وعندما تأتي ساعة الموت فلا رادّ لها . هذا صحيح ، ونحن لا نقف في وجه القدَر بل نسأل ان يكون لطيفًا بنا. فكفانا هذا القدر الذي لا يرحمنا ولا يتيح لنا ان نترحم على موتانا لأننا بصراحة " مش ملحقين نترحم عليهم"!!
للموت حقٌّ علينا ان نواجهه و/ أو نستقبله بالطريقة التي نريد ، لكننا للأسف الشديد لم نعد قادرين على ذلك، فهل يتربص بنا كل حين وفي كل مكان.
نولد لنحيا ، صحيح ، ونريد الحياة ما استطعنا اليها سبيلًا ، ايضًا صحيح، لكن ماذا نحن فاعلون اذا ما سُدّت السبل في وجه الحياة، الا نطرق جدران الخزان، وباسم الموت نفسه ، الا نصيح من قحف الرأس ، وباسم الموت نفسه ! لماذا لا نواجه الموت بالموت نفسه، فمَن يهجم على الموت سيخيف الموت ليهرب من أمامه ويفسح المجال للحياة ، "اهجم على الموت ، الموت بيهرب منك" قول من الأجداد . لماذا لا نتسلح بهذا القول ونحرج الموت لنخرجه من بيننا. ونوجه سهامنا صحيحًا بالاتجاه الصحيح نحو السلطة الحكومية المسؤولة عن تفشي الاجرام وترخيص القتل والموت؟! ودعم العصابات القاتلة. فهي التي جعلت كل السبل تؤدي بنا الى مصير واحد هو الموت إن لم نوقفه عند حدّه. نعم مصيرنا واحد شعبًا وطموحات وآمال وآلام، فلماذا لا نقف موحدين ضد الموت ولو مرةً واحدة؟؟
نعم إذن ، هي مسيرة للأموات من أجل الأحياء وإحياءً لذكرى مَن قضوا !! وفي تل ابيب بالذات ليعلم شعب الأكثرية هذا، أن ما نحن فيه من ظلم وعُسف وإرهاب قاتل. ربما ، يُفزعهم منظر التوابيت المسيّرة فيُحدث فيهم قشعريرة تهتز منها مشاعرهم فيتحرك ضميرهم او ربما تفعل فعل الوحدة فتهتز اريحيتهم . ربما ، فهي المرة الأولى ، ولتكن ،ربما الأخيرة!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]