يتصاعد التوتر بين السلطات الفدراليّة في الولايات المتحدة وحاكم ولاية تكساس الجمهوري غريغ أبوت الذي مدّ أسلاكاً شائكة على الحدود مع المكسيك، متحدّياً بذلك سلطة واشنطن.

ويؤيّد أبوت علناً الرئيس السابق دونالد ترامب الذي جعل مكافحة الهجرة أحد العناوين الرئيسة لحملته الانتخابية. وهو يتحدّى إدارة الرئيس جو بايدن التي يتّهمها بالتقاعس عمداً عن مواجهة تدفق غير مسبوق للمهاجرين على الحدود في الأشهر الأخيرة.

وفي وقت سابق، تقدمت الإدارة الأميركية بشكوى قضائية على ولاية تكساس لرفضها إزالة أسلاك شائكة على الحدود مع المكسيك.

وفي الآونة الأخيرة، تحوّل مشروع قانون لتنظيم الهجرة إلى مادة تجاذب بين الجمهوريين والديمقراطيين، باعتبار أن الهجرة قضية ساخنة تستخدم في الحملات للانتخابات الرئاسية التي تقترب على الأرجح من جولة إعادة بين ترامب وبايدن.

عبور 225 ألف مهاجر غير شرعي عبر الحدود 

وكان أبوت قد رفض الانصياع لقرار المحكمة العليا متعللا بعدم قيام البيت الأبيض بالوفاء بالتزاماته تجاه الولايات المنصوص عليها في الدستور الأميركي، بضمان حماية كل ولاية من الغزو من قبل الحكومة الفدرالية، واصفا عبور 225 ألف مهاجر غير شرعي عبر الحدود خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي وحده بأنه "غزو"، ونتيجة لذلك، يتهم واشنطن بالفشل في الوفاء بالتزام حاسم.

وقال أبوت إن "الحرس الوطني في تكساس وإدارة السلامة العامة في الولاية ووكالات أخرى في تكساس يعملون بموجب هذه السلطات، بالإضافة إلى قانون الولاية، لتأمين حدود تكساس".

انقسام كبير

ونتيجة لذلك، ارتفع عدد الولايات المؤيدة لتكساس إلى 25 ولاية (جملة عدد الولايات الأميركية 50 ولاية). وهكذا، كانت مشكلة الهجرة غير الشرعية مرتبطة بما قد يكون النزاع الرئيسي الذي لم يتم حله بعد حول تقسيم السلطة بين الحكومة الفدرالية للبلاد والولايات المكونة لها.

تضخيم القضية لدوافع سياسية وتكساس لن تنفصل عن الإتحاد الفدرالي

وقال الخبير في الشؤون الأمريكية الصحافي محمد القاسم لموقع بُكرا حول الدعم الذي تحصل عليه تكساس من قبل روسيا والترويج انها خطوة نحو انفصال الولاية، قال:" انسحاب ولاية تكساس من الإتحاد الفدرالي، تم تضخيمه اعلامياً، ومن الواضح ومن الطبيعي ان تتحدث روسيا عنه بإسهاب، وتركز عليه إعلاميا، لمصلحتها".

وتابع يقول:" نعم، ما قام به حاكم تكساس من تحركات كانت كبيرة، لكنها لن تفكك الإتحاد الفدرالي على الأقل في الوقت الراهن".

وأضاف:" تفكك الولايات المتحدة الأمريكية يأتي سوية، كل الولايات ال50 تسقط معاً، علما انه ليس من السهل حدوث ذلك، لأنها عملية معقدة".

ويفسر القاسم ما يحدث في تكساس بأنه جزء من الانتخابات للرئاسة الأمريكية، والضغط على الحكومة الفيدرالية وعلى الرئيس جو بايدن، علما ان الولايات الـ25 التي تدعم تكساس هي في الغالب جمهورية التوجه، فقضية المهاجرين هي جوهرية في النقاش بين الجمهوريين والديمقراطيين، وبايدن يحاول اتخاذ خطوات عملية للحد منها الا انه لا يلاقي مرونة من المشرعين".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]