ازاء جرائم القتل المستمرة في مجتمعنا العربي، تحدث موقع بكرا مع الشيخ كامل ريّان - مدير مركز أمان - المجتمع العربي لمركز آمن.

وقال خلال حديثه: "حقيقة لا يكفي ان نبدي قلقنا الدائم من هذا الاخطبوط الذي ما زال يمد اذرعه القاتلة، الى كل بلد وبلد من بلداتنا العربية من غير رقيب ولا حسيب، انما يتطلب الامر زيادة الجهود الذاتية والشعبية لتجفيف بعض من مستنقعات هذا الوباء في قرانا ومدننا العربية، من خلال الشروع بوضع خطط وبرامج محلية محضة لكل بلد وبلد وكل حارة حارة، تحت مظلة برنامج قطري وطني شامل يهدف الى اعادة تنظيم المجتمع من جديد بعد حالة الفوضى والفلتان الامني الذي ما زال ينخر في جسدها المرهق والمتعب اصلاً".

وأضاف: "ولا بد من من الوقوف بنوع من التقدير والثناء امام سلوك قسم كبير من المرشحين لرئاسة السلطات المحلية العربية، سواءً الفائزين منهم او الذين لم يحالفهم الحظ، حيث شاهدنا سلوكا إيجابيا وخطابا جديدا في سيرورة العملية الانتخابية والحفاظ على السلم الاهلي وامتد هذا السلوك وذاك الخطاب الى يوم الانتخابات نفسه، والى ما بعد يوم الانتخابات من خلال خطاب مسؤول يقدم مصلحة البلد ومن خلال قبول للحسم الديموقراطي للناخب العربي، ومن خلال التواصل المباشر وغير المباشر بين اطراف العملية الانتخابية وهذ مما انعكس على تهدئة الامور والانتقال الى مرحلة جديدة في الوعي السياسي الشعبي، وتخفيف حدة المناكفات والتحديات التي كنا نراها في اعقاب كل معركة انتخابية".

وتابع: "ولكن هذا لا يكفي، وتبقى مسؤولية رؤساء السلطات المحلية هي المسؤولية الاولى لحماية بلداتهم من هذا الغول الهائج خصوصا بعد تخلي الدولة عن مسؤولياتها اتجاه الجماهير العربية، من خلال التمييز الواضح في سياساتها الاقتصادية او الاجتماعية او السياسية اتجاههم والتي تتسم بالغبن والتمييز والاهمال وعدم اتخاذ المسؤولية المنوطة بدولة سيادة امام مواطنين عزل ينتظرون الحمايه بها ومنها".

سلم الأولويات 

ولفت أن: "وعليه نتوخى من رؤساء السلطات المحلية الذين تم انتخابهم ' والذين نقدم لهم تهانينا وتبريكاتنا لفوزهم أن يجعلوا من هذا الموضوع في سلم اولوياتهم ليس في الخطاب فقط، وانما باعداد الخطط واقامة اللجان المختصة لذلك بجانب كل مجلس ومجلس ' وان يدرك كل رئيس سلطة محلية بان فوزه يبقى منقوصا لطالما كان هنالك ضحية قتل واحده في بلده، وعليه ان يذوت في نفسه ان فوزه الحقيقي هو نجاحه في تجفيف بؤر الخصومات والاختلافات في بلده وليس فقط من خلال عدد الاصوات التي حصل عليها".

واختتم حديثه: "لذا اتمنى على كل رئيس سلطة محلية ان يفحص من خلال ادارته الجديده ان كان هنالك لجنه مختصة لمحاربة هذا الغول ضمن منظومة ادارته ام لا، واذا لم يتم اقامتها فعليه المبادره في ذلك وتشبيك عمل هذه اللجنة مع اللجان اللوائية والقطرية التي تعمل في نفس الاتجاه، ولنفس الاهداف حتى نخلق حالة شعبية جماهيرية متعاضدة متكاتفة، تعمل على تجفيف مستنقعات العنف والجريمة وتغرس مكانها اشجار المحبة والألفة والصلح والمصالحة، حتى يعم السلم الاهلي في قرانا ومدننا ونعيش سعداء كرماء في وطننا الذي لا وطن لنا سواه".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]