قال الكاتب والمحلل السياسي د.جمال زحالقة خلال حديثه مع موقع بكرا: "أثارت تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، باللجوء إلى استعمال القوّة لفرض نزع سلاح حماس، تساؤلات حول مصير “نهاية الحرب”، التي تباهى بها ترامب وأعلنتها قمة شرم الشيخ الدولية، التي عُقدت هذا الأسبوع. وفي مقابلة مع قناة “سي. إن. إن” الأمريكية، قال نتنياهو إن الخطوة المقبلة بعد إعادة المحتجزين يجب ان تكون “نزع سلاح حماس وتجريدها من قدراتها العسكرية.. عليها أن تتنازل عن أسلحتها ويجب التيقّن من عدم وجود مصانع إنتاج أسلحة ومن منع تهريب الأسلحة”. وكرر نتنياهو في هذا التصريح بندين من أهداف الحرب الخمسة، الأول نزع سلاح حماس (وبقية الفصائل) والثاني تحويل غزة إلى منطقة خالية من السلاح، ما يشمل عموما منع إنتاج وتهريب وبيع وشراء الأسلحة، إضافة إلى تدمير الأنفاق".
وتابع: "وفي خضم الاحتفاء بالإعلان عن انتهاء الحرب، اهتم نتنياهو بوضع علامة استفهام كبيرة حول هذا “الانتهاء”، وبالتلويح بورقة “تجديد الحرب” تبعا لشرط “نزع سلاح حماس”. وكرر موقف حكومته مرات عديدة حتى لا يلومه أحد في المستقبل، إن هو لجأ إلى حل العنف العاري مرّة أخرى. ويلتزم نتنياهو وحكومته بموقف معلن وواضح ومباشر وهو، “منح فرصة للسلام” مع الاستطراد المناقض بالسعي لتجريد حماس من أسلحتها وقدراتها العسكرية بالمفاوضات، وأن لم يحدث ذلك فسوف “تفتح أبواب جهنّم”، كما قال نتنياهو مقتبسا شروط ترامب “الواضحة”، كما قال. هذا الانسجام بين ترامب ونتنياهو في تحويل قضية “سلاح حماس” إلى قضية محورية قد يحسم سؤال الحرب والسلم، ويفتح المجال لإمكانية تقويض اتفاق “إنهاء الحرب”.
نزع سلاح حماس بالكامل هو العائق الأكبر أمام تثبيت وقف إطلاق النار
واضاف خلال حديثه: "لقد أصبح الإصرار على نزع سلاح حماس بالكامل هو العائق الأكبر أمام تثبيت وقف إطلاق النار. والطامة الكبرى أن هذا لم يعد شرطا إسرائيليا فحسب، فقد تبنته أيضا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وحتى دول عربية وأطراف فلسطينية. ويزيد هذا الإجماع من عناد إسرائيل ومن خطر تحويل تهديداتها إلى فعل بادعاء التعبير عن الرغبة الدولية وليس انطلاقا من الانفلات الإسرائيلي المعهود. من هنا وجب التعامل مع هذه المسألة الحساسة والقابلة لأن تصبح خطيرة بحذر شديد، ولزم طرح حلول يمكن أن تغلق الباب أمام ميل إسرائيل “الطبيعي” نحو حل الخلافات بالعنف وبالقتل وبالتدمير. التهديد الإسرائيلي لا يعني أن الحرب سوف تتجدد قريبا، بل يشير إلى أن خطر تجديدها لم يختف عن الوجود ولم يغادر عقل نتنياهو".
[email protected]
أضف تعليق