شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية خلال اليومين الأخيرين موجة جديدة من اعتداءات المستوطنين، شملت إحراق منشآت صناعية وزراعية، طرد عائلات من أراضيها، واعتداءات جسدية على المزارعين، في ظل حماية مباشرة من القوات الإسرائيلية.

شرق طولكرم

في شرق طولكرم، شنّت مجموعات من المستوطنين مساء الثلاثاء هجومًا واسعًا على المنطقة الصناعية قرب بلدة بيت ليد، ما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة وإصابة عدد من المواطنين.

المستوطنون أضرموا النيران في مركبات فلسطينية داخل المنطقة الصناعية المعروفة باسم "اللدائن"، من بينها أربع شاحنات تابعة لمصنع "الجنيدي" للألبان، كما ألحقوا أضرارًا مادية جسيمة بالمصنع والمنشآت المجاورة.

وامتدت الحرائق إلى أراضٍ زراعية وخيام تابعة لتجمع بدوي يضم عدة عائلات، فيما هاجم المستوطنون الأهالي بالحجارة، ما أسفر عن إصابة اثنين بجروح في الرأس.

القوات الإسرائيلية التي وصلت إلى المكان لم تتدخل لوقف الهجوم، بل وفّرت الحماية للمستوطنين وطاردت الأهالي الذين حاولوا الدفاع عن ممتلكاتهم.

جنوب نابلس 

وفي قرية فرخة جنوب نابلس، تصاعدت اعتداءات المستوطنين خلال الأيام الماضية، إذ أقدمت مجموعات من مستوطنة "شوفال" المقامة على أراضي القرية على طرد ست عائلات من أراضيها بين العاشر والحادي عشر من نوفمبر، في إطار مساعٍ مستمرة لطرد عشرات العائلات الأخرى ضمن خطة توسعة مستوطنة "أرئيل الكبرى".

منذ مطلع عام 2024، يُمنع المزارعون في فرخة من الوصول إلى أكثر من نصف أراضي الزيتون المملوكة لهم، وتُسجل اعتداءات شبه يومية تشمل قطع الأشجار، تجريف الأراضي، ورعي الأغنام داخل المزارع.

وفي أحدث الاعتداءات بتاريخ 11 نوفمبر 2025، هاجم المستوطنون شابًا ووالدته بالضرب المبرح أثناء عملهما في قطف الزيتون، وسرقوا محصولهما وهاتفه الشخصي.

بيت دجن وبيت فوريك 

أما في بلدتي بيت دجن وبيت فوريك شرق نابلس، فقد أعلن المجلسان القرويان البلدتين "مناطق منكوبة" في ظل استمرار الاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين، التي تشمل حرق المحاصيل وتجريف الأراضي الزراعية وإغلاق الطرق والحواجز العسكرية.

وجاء في بيان مشترك لرئيسي المجلسين أن البلدتين تحولتا إلى "سجنين كبيرين" بفعل الإغلاقات المتكررة، وأن الحياة الاقتصادية والاجتماعية فيهما شُلّت بالكامل، محمّلين الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذا الواقع المأساوي.

وطالب البيان الحكومة الفلسطينية بتوفير دعم عاجل للأهالي والمزارعين، ودعا المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التدخل الفوري لوقف الانتهاكات، كما دعا وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على ما يجري من "جرائم منظمة بحق الأرض والإنسان".

دير شرف

وفي دير شرف شمال غرب نابلس، هاجم مستوطنون مساء الاثنين المنطقة الصناعية الواقعة على طريق "اللدائن – بيت ليد"، وأضرموا النار في مركبات ومحاصيل زراعية. الهجوم هو الثاني خلال أقل من أسبوعين على البلدة نفسها، وأدى إلى خسائر مادية كبيرة.

تأتي هذه الاعتداءات في سياق تصعيد متواصل تشهده الضفة الغربية منذ مطلع الشهر، حيث تتكرر الهجمات ضد الفلسطينيين في القرى والبلدات القريبة من المستوطنات، وسط تقارير تؤكد أن القوات الإسرائيلية توفر الحماية للمستوطنين وتمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في عدد من المناطق.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]