لا زالت الأحزاب العربية حتى اللحظة تدفع ثمن قراراها بعدم خوض الانتخابات القادمة ككتلة واحدة، حيث بدأت حملة مقاطعة واسعة النطاق بالبروز بقوة منذ ان أعلنت القائمة المشتركة انشقاقها ما اثبت فعليا فقدان الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني الثقة بالمشروع الوطني الوحدوي الذي تبلور لسنوات معدودة في إطار المشتركة على الرغم من الخلافات والأزمات التي مرت لها القائمة. ما جهز أرضية خصبة لرفض المشاركة في عملية التصويت في الانتخابات القادمة خصوصا وان الأحزاب العربية فشلت وبقوة بمنع قوانين عنصرية فاشية ضد الجماهير العربية منها قانون القومية.

الكنيست اثبتت فشلها، وممكن ان تكون المتابعة بديل

ايمن حاج يحي قيادي في حركة كفاح الحركة التي اتخذت لها موقف مقاطعة الكنيست منذ ان تأسست قبل سنوات قال معقبا على الامر: اعتقد ان ما يسمى بالمقاطعة المبدئية او الأيديولوجية هو فخ، كل مقاطعة لسبب معين، حتى الغير مقتنع بجدوى الكنيست هي مقاطعة سياسية، المقاطعة هي خطوة ناتجة عن عدة أسباب بغض النظر ما هي الأسباب، سواء ان كانت عدم القناعة بالكنيست وجدواها او عدم الاعتراف بشرعية إسرائيل هي مقاطعة سياسية، كل مقاطعة هي سياسية.

وتابع قائلا: هناك حملة مقاطعة واحدة ضمنها الحملة الشعبية لمقاطعة الكنيست بمبادرة من أبناء البلد وحركة كفاح وقوى سياسية أخرى، حراكات شبابية مستقلة وشخصيات مستقلة، تعمل بشكل موحد سويا وكل جهة تعمل بأسلوبها الخاص أيضا.

ونوه: بعد تجربة سبعين عاما اثبتت الكنيست فشلها، كباب لتحصيل وتثبيت حقوق اثبت فشله بالحقائق والأرقام، والدورة الأخيرة كانت أكبر اثبات وقانون القومية أيضا، نحن نتطلع الى إقامة جسم وطني ممثل بشكل مباشر من الشعب الفلسطيني في الداخل يقود نضالات أبناء شعبنا، لا يمكن انشاء هذا الجسم الا بإزاحة خيار الكنيست، لا يمكن تشكيل هذا الإطار الوحدوي، الذي سيكون خارج السقف الإسرائيلي الا بحالة انهاء الخيار الموجود حاليا وهو خيار الكنيست.

الكنيست لم تستطع حتى منع ابسط القوانين ضررا

وأشار قائلا: نحن نطرح تطوير لجنة المتابعة لتكون هيئة متابعة منتخبة بشكل او بآخر من أبناء شعبنا بتوافق معين على كيفية انتخاب وهي تقود المعركة، اذا ما اردنا ان نتحدث عن بديل فعلينا ان نطرح بديل لشيء موجود وفعال، الكنيست اثبتت انها صفر نتائج ونحن لسنا بحاجة الى إيجاد بديل لشيء غير موجود، الكنيست لم تستطع حتى منع ابسط القوانين ضررا لنا ولم تستطع سن قانون بسيط لصالحنا، اذا مسألة البديل حول ماذا، المسألة المادية هي ما تجعل الأحزاب مرتبطة بالكنيست والبديل مطروح، كل قضايانا التي نجحنا بتحقيقها او الإنجازات او الضرر الذي نجحنا بمنعه كان من خلال وسائل النضال الشعبية وليس من خلال الكنيست، البديل اذا تطوير هذا النضال ليكون ممأسس من خلال هيئة تمثلنا، لجنة المتابعة الحالية تصلح لتبنى عليها هيئة اكثر متطورة.

القائمة المشتركة اثبتت فشلها وساهمت في عزوف الناس عن الانتخاب

احمد خليفة من قيادات أبناء البلد قال ل "بكرا": نحن في أبناء البدل سياسيا موقفنا السياسي ليس مستجد، المبدأ هو مقاطعة الانتخابات لأسباب يعلمها الجميع منها عدم قبول الشرعية السياسية لدولة إسرائيل وأيضا عدم لعب دور ورقة التوت في نظام فصل عنصري تمارسه إسرائيل وتقسم الشعب الفلسطيني الى اقسام، غزة والداخل الفلسطيني والضفة، وتعطي امتياز التصويت للفلسطينيين في الداخل، نحن نرفض هذا الامتياز لان أي تغيير يكون فيه فصلنا او سلخنا عن أبناء شعبنا الفلسطيني ولأنه هنالك اعتراف ضمني بإسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية عندما يقسم كل عضو كنيست ولاءه عند دخوله للكنيست.

وتابع: نحن في كل عام نعمل على مقاطعة الكنيست ولكن السبب في بروز حملة المقاطعة بحدة اكبر هذه المرة لان هناك مناخ وارضية قابلة لمقاطعة انتخابات الكنيست الصهيوني وذلك بسبب اثبات عدم قدرة الأحزاب المشاركة في الانتخابات على التأثير الحقيقي على سياسات إسرائيل وعدم قدرتها على ان يكون لها أي ثقل او دور حقيقي في الأمور الجوهرية التي تهم الجماهير في الداخل، ليس لان هذه الأحزاب غير كفؤ كما يعتقد الجميع وانما لان طبيعة النظام الإسرائيلي هي طبيعة عنصرية لا تقبل الاخر وتقصيه في اقصاء سياسي رغم المشاركة الشكلية في اللعبة السياسية لكن هناك اقصاء جوهري يمنع العرب من التأثير على القرار السياسي في إسرائيل والمشاركة الدائمة وتكرارها بدون أي مراجعة للموقف يوقع الأحزاب في هذا الفخ، فخ فقدان ثقة الجماهير فيها، وذلك بسبب لعبة الكراسي بين الأحزاب وعدم وجود التغيير واقتنعت بصدق بموقف المقاطعة واخلاقيته.

عودة قدم 96 اقتراح قانون ولم يتم قبول أي قانون منها

وعن البديل قال خليفة: نحن لا نرى بالكنيست مشروع وطني حتى يكون له بديل، بل هو مشروع لتفتيت الكل الوطني والفلسطيني، والقبول بالتقسيم الداخلي والبديل بان لا نقبل التفتيت هو ان نرفضه ونكون جزء من المشروع الفلسطيني العام، مسألة الحقوق والإنجازات اثبتت فشلها، فمثلا ايمن عودة رئيس القائمة المشتركة قدم في الأربعة سنوات السابقة 96 اقتراح قانون ولم يتم قبول أي قانون منها، بالإضافة الى انه حتى القوانين القليلة التي قبلت لا تهم المواطن او تؤثر على حياته، وحتى وان كان لها تأثير هناك وهناك يمكن تحصيلها عن طريق أي جسم تمثيلي قوي يطالب بمطالب تمثلنا كفلسطينيين في الداخل حتى لو لم نكن ممثلين في الكنيست.

واختتم قائلا: انشقاق القائمة المشتركة كان له تأثير بارتفاع عدد المقاطعين لانه حتى في الانتخابات السابقة كان لدى الناس جاهزية لرفض المشاركة في هذه الانتخابات، لكن القائمة المشتركة استطاعت الى حد ما ان تقنع الناس -علما انها تشكلت بفعل رفع نسبة الحسم التي بادر لها ليبرمان- ولكن مع ذلك الناس رأت بها بوادر وإمكانية وجود رافعة لعمل وحدوي في الداخل، مجرد وجودهم في قائمة واحدة تجمع اغلب الأحزاب الفلسطينية في الداخل، ولكن ما بني على باطل فهو باطل، اليوم هذه التجربة فشلت واثبتوا ان السبب الرئيس والحقيقي للقائمة المشتركة هي رفع نسبة الحسم واغلب الخلافات اثبتت انها خلافات شخصية وتقسيم مقاعد وهذا افقد الثقة في القائمة المشتركة وخدم عزوف الناس عن المشاركة في العملية السياسية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]