عدم البدء بالحملة الإعلامية للقائمة المشتركة خصوصا بعد وصول مركباتها الى اتفاق ائتلافي بعد مفاوضات دامت لمدة اثار دهشة واستغراب الكثيرين ممن بدأوا يشككون بعدم قدرة القائمة على الحصول على العدد الكافي من الأصوات المطلوب في حال استمرت بعيدة عن الجماهير ولم تغير خطابها.

من يريد أصوات الناخبين يجب ان يصل إليهم، مع طروحات واضحة

محمد دراوشة مدير مركز جفعات حبيبة قال لـ "بكرا" في هذا الصدد: بعد تقديم القوائم للكنيست يبدو ان الخيارات أمام المواطن العربي أصبحت واضحة، بالرغم من كونها منقوصة بعض الشيء. خيار القائمتين في الانتخابات السابقة أعطى فرصة للاختيار بينهما، ولكن هذه المرة، وبعد تراكم الغضب على أداء المشتركة لا يقتنع الكثيرون بأن هذه التركيبة هي تركيبة مُثلى، وتفتقد المشتركة حتى الآن الحماس الذي رافَقَها عند التشكيلة الأولى في انتخابات 2015، وما زالت تفتقد البرنامج السياسي المشترك والواضح، ولم تتعدى كونها توليفة كراسي لا أكثر. انغلاقها امام قوى جديدة تسبب لها بضياع التضامن من القوى التي نمت في المجتمع في العقد الأخير وتظهر تركيبتها بشكل هرِم وتفتقد البريق، بل وتفتقد شخصيات مع تاريخ عمل وحضور مجتمعي مثبت، بالرغم من وجود البعض منهم.

وتابع قائلا: حزب الوحدة الشعبية الذي يحاول ان يكون البديل السياسي أصيب بنكسة قاسية بعد انسحاب مرشحه الأول ناهض خازم، مما أشار الى ضعف في تركيبته البنيوية والثقة المطلوبة داخلياً بين أعضائه. هذا يقوّض من ثقة الجمهور الخارجي الذي يشاهد هذا الضعف، ويتخوف من ان هذا الحزب لن يعبر نسبة الحسم، وبالتالي لن يصوّت له. كذلك الامر مع الاحزاب الجديدة الاخرى التي فاجأتها الانتخابات وهي غير جاهزة مالياً او تنظيمياً لإدارة حملة انتخابات جدية تضعهم كخَيارٍ جدّي امام المواطن. حزب ميرتس، والذي استفاد في المرة السابقة من انقسام المشتركة، ومن وجود مرشحين عرب في رباعية مرشحيه الأوائل يعاني هذه المرة من وجود مرشح واحد فقط في مكان واقعي في القائمة، ويعاني من ضم ايهود باراك المسؤول عن أرواح شهدائنا في هبة الأقصى في العام 2000. حزب كحول لاڤان وبالرغم من حصوله على عدد كبير من أصوات العرب في المرة السابقة، لم يغتنم الفرصة ليضع مرشحاً عربياً في قائمته كنوع من تقدير الأصوات العربية، ويبقى حزب العمل من بين احزاب المركز-يسار الذي يعاني هذه المرّة من صورة يمينية بسبب ضمِّه لاورلي ليڤي ابوقسيس التي نشأت في أحضان اليمين.
وأضاف دراوشة موضحا: طبعاً ستحاول كل هذه الاحزاب، إضافةً لأحزاب اليمين استقطاب المصوتين العرب، ولكن المهمة ستكون صعبة للغاية. إذا أدارت الاحزاب حملة مماثلة لانتخابات 2015 او 2019، حيث اعتمدوا بالأساس على الإعلانات في مواقع الانترنت وعلى لافتات شوارع، بدون التواصل المباشر منها مع المواطنين بشكل شخصي، فأخشى ان تكون نتائج ذلك وخيمة، فلن يكون هذا كافياً لرفع نسبة التصويت، وقد تتراجع هذه النسبة الى ما هو أقل مما كانت عليه في انتخابات نيسان الماضي. من يريد أصوات الناخبين يجب ان يصل إليهم، مع طروحات واضحة، تعتمد بالأساس على وعود واقعية، تتعلق بحياته الاقتصادية، والاجتماعية، والأمن الشخصي ومستوى المعيشة، بدون مزاودات او مهاترات، وبدون شعارات قديمة ومهترئة أكل عليها الدهر وشرب.

تصدع وتجاذبات داخل المشتركة في اعقاب مرحلة عقد اتفاقيات فائض الاصوات

الكاتب عودة بشارات قال لـ "بكرا": المرحلة القادمة تحمل في طياتها تطورات متباينة. من جهة تشكيل القائمة المشتركة، بالرغم من الاشكالات التي شابت مرحلة التحضير لها، بعثت الراحة في اوساط المواطنين العرب، مع التأكيد ان الحماية الذي رافق اقامة المشتركة عام 2015 غير حاضر في هذه المرحلة. الامر الثاني هو اننا مقدمون على مرحلة عقد اتفاقات فائض الاصوات بين الاحزاب، وهذا الامر من الممكن ان يُحدث بعض التصدع والتجاذبات داخل المشتركة وبين مؤيدي مركباتها، مع ان اغلبية مركبات المشتركة ترفض عقد فائض الاصوات مع ميرتس خاصة بعد تحالف الاخيرة مع ايهود براك، ومع ذلك فان اسقاطات عدم عقد الاتفاق ستؤثر سلبا على الاصوات الداعية الى انخراط المشتركة في الحياة السياسية في اسرائيل والتأثير عليها.

وتابع موضحا: الامر الثالث، كما هو ملاحظ ان العمل الميداني للقائمة المشتركة ومركباتها غير متواجد تقريبا، والفترة المتبقية، بعد انقضاء اجازات عيد الاضحى المبارك، لن تتجاوز الشهر. ومن جهة اخرى فهنالك شعور بان المعركة الانتخابية انتهت مع تشكيل القائمة المشتركة، وعليه فكوادر الاحزاب في المشتركة غير مستعدة وغير مستنفرة للمعركة الانتخابية. الامر الرابع هنا ان الانتخابات الماضية التي جرت فقط قبل عدة أشهر، مع كل ما اعتراها من نقاشات، والنقاش الحالي خلال تشكيل القائمة.. كل ذلك استنزف قوى الاحزاب. ولهذا إذا لم يتم القيام بنشاطات ميدانية من قبل المشتركة، فالأوضاع، للأسف، لا تبشر بخير.

اتوقع ان تصل نسبة التصويت الى ما بين 55% حتى 60%

د. ثابت أبو راس مدير صندوق إبراهيم قال لـ "بكرا" بدوره: حسب استطلاع اجريناه نحن في مبادرات ابراهيم في منتصف يوليو تموز اي قبل اقامة المشتركة بأسبوع فان 42% سيصوتون و26% ممتنعون و32% مترددون. وعندما سألنا المستَطلعين ما هي العوامل والتي ممكن ان تدفع للتصويت اجابوا 25% ان الاعلان عن اقامة المشتركة و34% منهم أجابوا ان اهتمام احزاب اليسار المركز وقياداتهم بقضايا الجماهير العربية وخاصة العنف سيحفزهم على المشاركة في التصويت. شخصيا اتوقع ان تصل نسبة التصويت الى ما بين 55% حتى 60%. هذا الامر منوط ايضا اولا واخيرا بحملة "المشتركة" الانتخابية وزخمها وعملها يوم الانتخابات.

وأضاف قائلا: في الانتخابات الاخيرة وصل عدد غير المصوتين من العرب الى حوالي نصف مليون مصوت. هناك قدرة على اقناع قطاعات واسعه من هؤلاء للتصويت. الجدير ذكره ان هناك منقطع النظير من الاحزاب الصهيونية بأصوات العرب. لا شك ان احزابنا الأربعة المركبة للمشتركة وقعت بأخطاء جسيمه لها انعكاس على نسبة دعم القائمة. لكن لا ارى اي بديل في الافق لوحدة شعبنا. المشتركة هي الافضل لمواجهة التحديات المستقبلية الجمة التي تواجه شعبنا وجماهيرنا العربية في اسرائيل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]